الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني عزلة مع نفسي ولا أريد أن أختلط مع الناس

السؤال

أشعر بالخوف عند قيادة السيارة، وأشعر أن الناس يعادوني، وأكره مراجعة أي دائرة خدمية، وأريد أن أعتزل الناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.

لا يبدو أن لديك خوفا أو فوبيا من قيادة السيارة فقط، بدليل خوفك من التجمعات ومقابلة الناس، لذلك يصعب التشخيص الدقيق لحالاتك دون استيفاء معايير التشخيص الإكلينيكية المعروفة، لكن يبدو من وصفك أنك ربما تعاني من القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي SAD وهذا أحد أنواع القلق العديدة، وحسب الدليل التشخيصي لجمعية علم النفس الأمريكية DSM-5 فهناك معايير يمكن بها ضبط هذا النوع من القلق وتشخيصه كالتالي:

• الخوف المستمر والشديد أو القلق بشأن مواقف اجتماعية محددة، للاعتقاد بأنه قد تتلقى حكمًا سلبيًا، أو تتعرض للإحراج أو الإهانة.
• تجنب المواقف الاجتماعية المسببة للقلق أو تحملها بخوف أو قلق شديدين.
• فرط القلق بما لا يتناسب مع الموقف.
• القلق أو الضيق الذي يتداخل مع حياتك اليومية.
• الخوف أو القلق غير المفسر بأنه حالة طبية أو بسبب دواء أو من جراء تعاطي المخدرات.
على أن تستمر هذه الأعراض أو بعضها لمدة ستة أشهر على الأقل.

والأهم في كل ذلك هو طريقة العلاج، حيث ستحتاج للعلاج النفسي، كالعلاج المعرفي السلوكي، والعلاج بالتعرض، ونعني بالتعرض هنا، هنا عدم الهروب من مواجهة المواقف التي تسبب لك القلق، فلو كنت تخاف من الذهاب للمصالح الحكومية أو الخدمات، فعليك أن تجبر نفسك على الذهاب، لكن المعالج قد يساعدك في طريقة هذه المواجهة، ولو كنت تخاف من قيادة السيارة، فالأفضل هو قيادتها، وهناك بعض أنواع العلاجات كالعلاج الواقعي الافتراضي VR حيث تقوم بقياد السيارة افتراضيا، وتتدرب على ذلك، ثم تقودها في الواقع، تماما كما يتدرب الطيارون على الطيران لافتراضي ثم يقودون طائراتهم في الواقع بعد ذلك.

القلق الاجتماعي يصيب 13% من البشر في فترة ما من حياتهم، لذلك لا تقلق كثيرا بهذا الخصوص، فهناك أناس قلقون أيضا مثلك في هذه الحياة!

من المهم أن تعلم أن هذا المرض كسائر الأمراض النفسية يمكن علاجها والتعافي منها، وليست قدرا مقدورا لا تستطيع تجاوزه ولا التعامل معه.

من أعظم الأسباب التي تدعم علاج المخاوف والقلق، هو تقوية الثقة بالنفس، وهذه في الواقع لا تكون إلا مربوطة بالثقة بالله تعالى، فمن كان بالله أوثق، كان أشجع الناس في هذه الحياة وأشدهم بأسا وأصلبهم قلبا، (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).
نسأل الله تعالى أن يرزقك الشفاء وأن يلبسك ثوب العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً