الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على القلق والوسواس؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من قرحة المعدة منذ مدة فسببت لي الوسواس والقلق والتوتر، فصرت لا أستطيع الصلاة والذكر، فما السبيل إلى التغلب على هذه المشكلة التي زادت من قلقي؟ وأصبحت أشعر أن الله غاضب علي بسبب الذنوب والمعاصي، فكيف أتغلب على هذه الوساوس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

نرجو لك الشفاء والعافية من ألم المعدة، ومن الوساوس وسائر الأمراض، والمرض هو ابتلاء من الله تعالى لعبده وتمحيص لذنوبه، ثبت في الصحيحين عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه".

لذلك فأول هدية لمن أصيب بالمرض الجسدي أو النفسي هي هذه الهدايا الربانية من الحسنات وتكفير السيئات.

وبهذا تدرك إجابة سؤالك:
هل الله تعالى غاضب علي؟

والإجابة - بلا شك: لا!
إذ كيف يجتمع رضاه عنك وإهداؤه لك الحسنات وتكفير السيئات بسبب المرض مع عدم رضاه عنك وغضبه عليك؟!

ستقول: كيف أعرف أيهما صرت إليه؟
والجواب هو أن تكفير السيئات وحصول الحسنات جاء منصوصا عليه بالنصوص الصحيحة في الكتاب والسنة، بينما غضب الله عليك لم يأتِ به نص، ولم يقل لنا ربنا بأنني غضبت على فلان بخصوصه-الذي هو أنت-
فمن نصدق؟
هل نصدق النصوص الصحيحة، أم نصدق الظنون الشحيحة؟!

نرجو أن تكون قد اقتنعت بهذا الأمر، وأن الله يحبك وليس غاضبا عليك.

أما بخصوص كيفية التعامل مع الوساوس والأفكار فيمكنك البدء أولا بتقييم شدة هذه الوساوس وهل وصلت مرحلة الوسواس القهري أم لا، وذلك عن طريق زيارة الأخصائي النفسي، والذي سيفيدك بكيفية التعامل معها، ومن الأدوات المفيدة للتعامل مع الأفكار الوسواسية ما يسمى بسجل الأفكار thoughts record حيث يمكنك العثور عليه في النت.

ويتكون في العادة من العناصر التالية: خانة في الجدول لتسجيل التاريخ والوقت، والخانة التي تليها يتم تسجيل الحدث الذي تسبب في ظهور الفكرة الوسواسية، وفي الخانة الثالثة يتم تسجيل الفكرة نفسها، وفي الخانة الرابعة يتم تسجيل شعورك حيال هذه الفكرة، وفي الخامسة يتم تسجيل درجة شعورك من صفر إلى عشرة، وفي الخانة السادسة يتم ذكر المؤيدات للفكرة، وفي الخانة السابعة يتم ذكر المعارضات للفكرة، وفي الخانة الثامنة يتم ذكر شعورك بعد محاكمة الفكرة وفي الخانة التاسعة والأخيرة يتم ذكر شدة الشعور بعد محاكمة الفكرة من صفر إلى عشرة.

على سبيل المثال: لو مررت ليلا بشجرة وجاءت فكرة وسواسية أنها وحش، فالحدث: هو المرور، والفكرة: أنها وحش، والشعور: سيكون الخوف، وهكذا
وسجل الأفكار يدخل ضمن العلاج المعرفي للأفكار الوسواسية.

من المهارات التي قد تفيدك أيضا تمارين التنفس والاسترخاء حيث يمكنك العثور عليها في هذا الموقع برقم (2136015 ).

من المهم ألا تناقش الأفكار ذهنيا، وإنما يكفي كتابتها بطريقة يدوية كما في سجل الأفكار، وسوف تعمل هذه الطريقة على تحسين الأفكار لديك تدريجيا، لكنها لا تغني عن الدواء، ودوما نقول بأنه في مثل هذه الحالة الدواء أولا حتى يتسنى التدخل السلوكي ثانيا.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً