الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأرق وتقلبات النوم تلازمني، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من بعد شهر رمضان أصبحت أجد صعوبة في النوم، أتقلب بالساعات وأنام صباحاً حتى الثانية ظهراً، ومن ثم حدث صعوبة في النوم، وصلت لعدم النوم ليومين أو ثلاثة كاملة.

ذهبت إلى الطبيب النفسي وأوضحت له أني لا أشكو من أي مرض، وأني لا يوجد لدي مشاكل في حياتي.

أنفاسي متزنة، ولا أفكر في شيء أبداً، لا قبل النوم ولا بعده، والنتيجة أني عندما تكرر عدم قدرتي على النوم أصبح لدي فوبيا من الذهاب إلى الفراش.

الطبيب وصف لي الريميرون الدواء جيد يمنح الراحة والنوم، علماً بأني لا أشكو من الاكتئاب أو مرض نفسي.

موعد نومي ثابت، وصلاتي دئماً في المسجد، وأقرأ القرآن والأذكار باستمرار، وكل الصعوبة في وقت النوم.

أستخدم الدواء بعدد شريط واحد، أي 15خمس عشرة حبة مقسومة إلى نصفين أستعمل نصف قبل النوم، ولكن بطريقة عشوائية.

الآن ومع مرور الوقت أصبحت أنام ولكن لا أستمر في النوم، يعني ثلاث ساعات وأستيقظ، هذا إلى جانب نومي الخفيف، وأي صوت يوقضني.

سؤالي: هل أستمر على الدواء بانتظام أم لا؟ وما الحل لمعاناتي مع الأرق؟

علماً بأني أعاني منذ خمسة اشهر من عدم النوم وكانت البداية قاسية جداً، حيث لا أنام ثلاثة أيام متتالية، ثم ذهبت لطبيب نفسي لمعرفة ما المشكلة؟ وأوضحت له أني لا أعاني من أمراض بدنية أو عضوية، ولا يوجد أي مشاكل تشغل بالي.

فقط وفجأة حدث هذا، وصف لي دواء ريميرون، أخذته أول يوم بجرعة نصف حبة قبل النوم، وفعلاً نمت جيداً، ومن ثم أصبحت نفسي تقاوم النوم عن طريق الدواء، وتجبرني على محاولة النوم بدونه، ولم أستطع النوم، ولم أنتظم على كلام الدكتور بأخذه يومياً قبل النوم.

هذا ما أحدث لدي اضطراب في النوم، أصبحت آخذه عند اللزوم، ولكن لا زلت أعاني حتى اللحظة، حدث تطور بسيط أصبحت أدخل في النوم دون قلق، ولكن لا أستمر فيه ساعتين أو ثلاثاً وأستيقظ، ماذا علي أن أفعل لكي أنعم بنوم هادئ؟

علماً بأني لا أعاني قبل هذا الوضع لا من اكتئاب ولا من قلق، كل هذا حدث منذ بداية الصعوبة في النوم، مما أحدث عندي فوبياً من النوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية.

النوم هو حاجة بيولوجية فطرية ولا شك في ذلك، والنوم يعتمد على مكوّنات كثيرة، منها ما هو هرموني، ومنها ما هو فسيولوجي، ومنها ما هو كيميائي، وما هو نفسي، وما هو اجتماعي، والإنسان لديه ساعة بيولوجية، في مثل عمرك يمكن أن تُرتّب هذه الساعة البيولوجية بصورة ممتازة جدًّا.

النوم الليلي هو النوم الأفضل، لأن الليل للراحة والسُّبات، ولأن النهار للحركة وللمعاش، {وجعلنا الليل لباسًا * والنوم سُباتًا * وجلعنا النهار معاشا}. ومعظم الهرمونات والمكوّنات الكيميائية الجسدية والدماغية تُفرز في أثناء الليل، وأقصد بذلك الهرمونات والمكونات الإيجابية.

أخي الكريم: الموضوع ليس عبثًا، الموضوع ترتيب إلهي عظيم، فأنت يجب أن تُصمِّم من الآن ألَّا تنم نهارًا أبدًا، النوم في مثل عمرك بالنهار يعتبر مرضًا، فيجب أن تكون لك العزيمة والإصرار أن تنام نومًا ليليًّا، تتجنّب السهر، وألَّا تنم بالنهار مطلقًا، وهذا ليس بالصعب أبدًا أخي الكريم.

من أجل تحسين صحتك النومية عليك بممارسة الرياضة، خاصة الرياضة الصباحية، بعد صلاة الفجر لو انخرطت في رياضة لمدة ساعة – جرب مثلاً – هذا سيكون عظيمًا جدًّا، أو قبل المغرب، هذا أيضًا وقت مناسب، لكن لا تلجأ للرياضة الليلية لأنها قد تزيد السهر.

تجنب النوم النهاري، وممارسة الرياضة، وتتجنب شُرب الشاي والقهوة وكل المثيرات التي تحتوي على الكافيين بعد الساعة الخامسة مساءً، هذا أمرٌ مهم، ويجب أن تحرص على أذكار النوم، وتُثبت وقت النوم ليلاً، وتُطبق بعض التمارين الاسترخائية، نصف ساعة قبل النوم، ولا بأس أن تقرأ شيئًا جميلاً، لكن لا يكون جاذبًا.

للتدرُّب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، هنالك تمارين التنفُّس المتدرّجة، الشهيق، بقوة وببطء، ويعقبه حصر الهواء في الصدر، ثم الزفير أيضًا بقوة وببطء، والشهيق يكون عن طريق الأنف، والزفير يكون عن طريق الفم، ولا بد للإنسان حين يمارس هذه التمارين أن يدخل في مزاج طيب، التأمُّل، التدبُّر، الاستغراق الذهني؛ كلها متطلبات ليستفيد الإنسان من التمارين الاسترخائية.

أحسنْ إدارة وقتك – أخي الكريم – هذا مهمٌّ جدًّا، لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية، طوّر نفسك في عملك، عليك بالقراءة، مفيدة جدًّا، والحمد لله تعالى أنت حريص على أمور دينك، نسأل الله تعالى أن يثيبك على ذلك وأن يزيدك من فضله.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا لا أراه ضرورة، لكن لا مانع أن تستعمل (ريميرون) بجرعة 15 مليجراما ليلاً، لمدة أسبوعين، ثم اجعلها 7,5 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، وبعد ذلك إذا اجتهدتَّ وطبّقت النظام الذي ذكرتُه لك لن تحتاج للدواء، لأن ساعتك البيولوجية ستأخذ مساراها الطبيعي، وتنام نومًا طبيعيًّا جميلاً وهانئًا وهادئًا إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً