الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي منفصل ويكبرني سنا ولا يتواصل معي بشكل دائم!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أختكم، مخطوبة بعقد لرجل يقربني ويكبرني بـ 14سنة، مطلق وعنده 4 أولاد من زوجته القديمة، وهو مغترب حاليا، في كثير من الأحيان أشعر أنه يتجاهلني كتقديم أهمية عمله ورعاية أولاده عني، يمر يوم كامل لا يتصل بي، وأحيانا يخبرني بأنه لو لم يتكلم معي لا يضر ذلك، مع العلم أنه عندما كان في بلدي كان شديد الاهتمام، كالاتصال والزيارة إلا أنه تغير، في بعض الأحيان أرى نفسي تسرعت بقراري في الخطبة خصوصاً عندما أفكر بمسؤولية أولاده والعيش معهم، وأنه يكبرني بكثير، وأنني صغيرة وأنني ليس عندي تجربة سابقة بتربية الأطفال ولا حتى بالزواج، هذا الأمر يقلقني وأخاف بأن يظلمني معه بقلة اهتمامه بي، وكنت أتصور الخطبة وردية خالية من أي مشاكل وهموم إلا أنني صدمت بها.

أخاف أن أرفضه وأفسخ خطوبتي به وأكون ظلمته؛ لأنه إنسان أراه حريصا على تربية أبنائه ويخاف الله -عز وجل-، لم يؤذني كذلك وكل ما يقلقني بسبب قلة تواصله معي، وخوفي من مستقبل لا أعلم مصيري معه إلى أين سيؤول بي، كما وأنني في كثير من الأوقات أشعر بأنه لا يريدني بعدما عرف أنني صغيرة قد لا أصلح للعيش معه ولكنه لا يخبرني بصراحة بل يريد أن يبعدني عنه بأي طريقة.

تعبت نفسيا وجسديا من هذا الأمر! أخاف أن أظلم نفسي معه أو أن أظلمه معي، وأخاف من نتيجة أي قرار سيحدث بخصوص هذه الخطبة، استخرت كثيرا وفي كل مرة أحبه أكثر، أحتاج منكم نصيحتي للتخلص من هذا كله، وهل أخطأت بقبولي به لأنه ليس من نفس المستوى لا الاجتماعي ولا الفكري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميمونه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، وإذا كنت قد شعرت بالارتياح لهذا الرجل في النظرة الشرعية وفي البداية، وإذا كان أهلك قد وافقوا عليه، وهو قريب ومعروف بالنسبة لكم، وفيه من الدّين والخير ما جعلكم تقبلون به؛ فلا ننصح بالتفريط فيه، ولا بإيقاف هذه العلاقة، واعلمي أن حُبّه لأبنائه ميزة وليس عيبًا، كما أن تقصيره في الاتصال بك أحيانًا لا يدلُّ على أنه لا يُحبُّك.

ولذلك أرجو أن تمضي الأمور إلى نهاياتها، وبإذن الله تبارك وتعالى تجدين عنده الخير الكثير. وقطعًا نحن لو استمع إلينا وتواصل معنا سيسمع التوجيهات، لمن يتزوج امرأة صغيرة ينبغي أن يتذكّر حاجتها إلى مزيد من الدلال والقُرب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- تزوّج عائشة صغيرة فدلَّلها ولاعبها وسابقها، لكن كلُّ ذلك سيكون -بإذن الله- بعد أن تكوني معه تحت سقف واحد، وبين يديه، ومعه في نفس المكان.

أمَّا مع وجود هذه المسافات البعيدة فأرجو ألَّا تتعجّلي وتستعجلي في الحكم على هذه العلاقة، وخاصّة أنت تقولين أنك تجدين في نفسك ميلاً إليه، وهذا هو المعتبر شرعًا، وهذا هو المهم، ما ينقدح في نفسك من انشراح وميلٍ وارتياحٍ وحُبٍّ، هذا هو الذي تُبنى عليه هذه العلاقة.

نسأل الله أن يجمع بينكم في الخير، وأن يُقدّر لك الخير. وأرجو ألَّا تظني أن عدم الاتصال لانشغاله يوما أو يومين – أو كذا – يدلُّ على أنه لا يُحبّك، أنت افعلي الخير، وظُنّي خيرًا، وأمّلي خيرًا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات