الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدم القدرة على الاستطراد في الكلام، فما الحل؟

السؤال

صرت الآن مدرسا في المرحلة الثانوية، حاولت مع العلاج المعرفي السلوكي مرات ومرات لكن لم أجد تحسنا، الآن أشهد تراجعا في مستوى التركيز لدي، ما زال معي مشكل الخطأ أثناء الكلام، أخشى من الاجتماعات التي تكون بين الأساتذة لأني لن أستطيع التعبير، أكتفي بالصمت في المجالس، حتى وإن أردت الكلام أجد ذهني فارغا من الأفكار، لا أستطيع المشاركة في النقاشات المفتوحة مما يجعلني أكتفي بالإقرار أو كلمات بسيطة (جمود فكري)، ما زال معي بعض الوسواس القليل في الطهارة وتكرار التكبير في الصلاة.

أصبحت لا أستطيع ترتيب الكلام ولا فهم ما يقال جيدا وتذكره، نسيان التفاصيل حتى آيات الحزب الأخير لا أعلم في أي سورة هي، بخصوص العلاج الدوائي لم أجربه (إذا كان هناك علاج دوائي لحالتي فسأجربه إن شاء الله، مع العلم أنا من الجزائر).

الآن أريد الوصول إلى قناعة فقط إذا كنت هذا أنا فسأقبل نفسي كما هي، عدم القدرة على الاستطراد في الكلام، أجد فشلا حين أريد الكلام، الكلمات لا تطاوعني، أتعلم العلم وأنسى ما تعلمته، وصلت إلى قناعة أني مهما طلبت العلم فسيبقى هذا مستواي لأني غير قادر على استحضار العلم ولا التعبير عنه ولهذا صرت لا أطلب العلم!

لا أستطيع تنظيم وتسلسل الأفكار، عندما أبدأ في الكلام أتمنى فقط أن انهيه، في بعض الأحيان أحس أن الناس لا يفهمون كلامي (ربما يتصور أني في حالة مغيبة لكني ولله الحمد في قمة الوعي)، أحس أن الذهن فارغ (أظن أن المشكلة ليست مشكلة تحصيل؛ لأني حتى في وصف حادث ما عشته أو التعبير عن مشاعر أجدها لا أستطيع)!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زين العابدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في اسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: نبارك لك وظيفة المعلِّم، ولا شك أنها وظيفة محترمة، وظيفة مفيدة جدًّا للإنسان من حيث التأهيل والتفاعل الاجتماعي، والقيمة المهنية للمعلِّم من المفترض أن تكون عالية جدًّا، فيا أخي الكريم: لا تُقلِّل أبدًا من شأنك في هذا السياق، ولا بد أن تُحسِّن من تقدير الذات لديك.

أنا لا أقول لك أن الذي تتحدث عنه هو أوهام، هي ليست أوهام، لكن هناك تأثير إيحائي قوي جدًّا عليك، فأنت تبحث عن عدم التركيز، ومن الواضح أن تركيزك ممتاز، سياق الرسالة والطريقة التي صيغت بها وتنظيم الأفكار يُوضح أن الحمد لله تعالى التركيز لديك ممتاز جدًّا.

فيا أخي الكريم: لا تجعل نفسك متسلِّطة على ذاتها، لا تُراقب كل شيء، وأنا أعتقد أنك مطالب بأن تفعل الأشياء دون أن تربطها بأفكارك في بعض الأحيان ولا بمشاعرك، وأنا في الاستشارة التي رقمها (2439296) والتي أجبتُ عليها بتاريخ 29/7/2020 أوضحتُ لك الكثير من النصائح التي أرجو - يا أخي - أن تكون قد طبّقتها، ويمكن أن أذكر لك بعض الأشياء المهمة التي قد تكون ذُكرتْ سابقًا.

أولاً: يجب أن تنام مبكّرًا، ويجب أن تتجنب السهر. النوم الليلي المبكّر يُؤدي إلى استقرار كبير جدًّا في خلايا الدماغ، والإنسان يستيقظ مبكّرًا، ويُؤدي صلاة الفجر وهو في نشاط وهمّة عالية، وقطعًا سوف تحس أن التركيز لديك جيد.

ثانيًا: ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي - أو رياضة الجري أو السباحة - تُحسِّن التركيز ولا شك في ذلك.

ثالثًا: قراءة القرآن الكريم بتمعُّن وتدبُّرٍ هي أحد وسائل تحسين التركيز.

رابعًا: الاهتمام بغذائك هو أحد وسائل تحسين التركيز.

وأحسن إدارة وقتك - يا أخي - تواصل اجتماعيًّا، قم بالواجبات الاجتماعية ... هذا كله إن شاء الله يُضيف إضافات إيجابية لصحتك النفسية.

بالنسبة للدواء: أنا أراه ضروريًّا جدًّا في حالتك، لأن الأدوية المضادة للقلق وللمخاوف وللوسواس تفيد في مثل هذه الحالات ولا شك في ذلك. فأنا أرى أن عقار (سيبرالكس) والذي يُعرف علميًا باسم (اسيتالوبرام) - والذي ذكرتُه لك فيما مضى - سيكون دواء مثاليًا جدًّا.

تبدأ - يا أخي الآن - في تناوله بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً