الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع الاستيقاظ إلا عندما أدرك ما حولي.

السؤال

السلام عليكم.

أثناء النوم أكون مدركا تماما أنني نائم، وعندما أحلم أكون مدركا أنني أحلم، حتى أنني أستطيع التحكم في أحلامي، وحتى أستطيع الاستيقاظ، المشكلة هي أنني أحيانا لا أستطيع الاستيقاظ رغم أنني أكون مدركا لكل شيء، فمثلا أكون على دراية أنني أحلم ثم أحاول أن أستيقظ فلا أستطيع.

حتى إنني أحاول تحريك جسمي بكل قوة، وأشعر أحيانا أنني حركته بشكل بسيط، ولكن لا أستطيع الاستيقاظ، لا أستطيع الاستيقاظ إلا عندما أتذكر شكل غرفتي وموعد نومي، وأيضا والأحداث التي سبقت نومي، وبماذا كنت أفكر قبل أن أنام، فما هي المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

هذه التجربة التي تمر بها هي مرحلة عادية جدًّا في مثل عمرك لدى بعض الناس، في سنوات اليفاعة وبدايات الشباب تكون هنالك تغيرات نفسية وبيولوجية وفسيولوجية كثيرة جدًّا عند الإنسان، والنوم له اضطرابات كثيرة، وحالتك هذه لا نعتبرها نوعًا من اضطراب النوم الشديد، هي ظاهرة بسيطة جدًّا، وإن شاء الله تعالى هي وقتية وسوف تختفي. كما هو معلوم فالنوم له أربعة مراحل، كل مرحلة لها مقوماتها النفسية وكذلك الفسيولوجية.

موضوع الأحلام - خاصة المفزعة منها - كثيرًا ما يكون مرتبطًا بنوع من الاسترخاء التام في عضلات الجسم، وهذه ظاهرة معروفة جدًّا. هذا الاسترخاء في العضلات يُشعر الإنسان بعدم القدرة على تحريك جسده، أو مثلاً الهروب من الموقف، إذا كان موقفًا خطرًا ومفزعًا.

هذه الحالات أيضًا كثيرًا ما تكون مرتبطة بنوع من القلق النفسي البسيط، أو بنوع من الإجهاد النفسي أو الجسدي.

أنا حقيقة أطمئنك أن الظاهرة هذه معروفة، وسوف تنتهي تلقائيًا، وحتى تُساعد نفسك للتخلص منها أريدك أن تتجنّب السهر، وأن تتجنّب الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي، وأن تمارس الرياضة باستمرار، وأن تتجنب النوم النهاري، ولا تتناول الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساءً، وسيكون أيضًا من الضروري جدًّا أن تتجنب تناول الأطعمة الدسمة في وقت متأخر من الليل، لابد أن يكون طعام العشاء خفيفًا، ولابد أن يكون في وقت مبكر من الليل.

ويجب أن تكون أيضًا في حالة استرخاء ذهني قبل النوم. طبعًا الإنسان يجب أن يكون حريصًا على الوضوء قبل النوم، وحريصًا كذلك على الأذكار، أذكار النوم مهمة جدًّا، ويا حبذا أيضًا لو درّبت نفسك على تمارين استرخاء بسيطة، مثل تمارين التنفس، الشهيق والزفير بقوة وبطئ، تأخذ نفسًا عميقًا وأنت في حالة استرخاء، ويكون ذلك عن طريق الأنف، وفي أثناء أخذ النفس تتأمّل شيئًا جميلاً. يجب أن يستغرق الشهيق سبع إلى ثمان ثوانٍ، بعد ذلك تحصر الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم تخرج الهواء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، والذي يجب أن يكون أيضًا بقوة وبطئ، ويستغرق سبع إلى ثمان ثوانٍ. كرّر هذه العملية أربع إلى خمس مرات متتالية، وسوف تُساعدك على النوم السليم والنوم الصحيح، طبعًا بجانب قراءة الأذكار.

هذه هي الأشياء أو النصائح التي نراها ضرورية جدًّا للتخلص من هذه الحالة. يجب أن تمارس الرياضة، تجعلها جزءًا من حياتك، هذا مهمٌّ جدًّا، ويجب ألَّا تقلق، حاول أن توجّه القلق التوجيه الصحيح، وأن تكون لك خططًا مستقبلية، تُحسن من خلالها إدارة وقتك.

سيكون أمرًا مثاليًا جدًّا إذا نمت مبكّرًا واستيقظت مبكّرًا، وبدأتَ الدراسة بعد صلاة الفجر، هذا يجعلك إن شاء الله من المتميزين، وفي ذات الوقت يُؤدي إلى استقرار نفسي كبير، وأيضًا يُوجّه طاقات القلق التي لديك التوجيه الصحيح، وهذا كلُّه إن شاء الله يعود عليك بتطور كبير في صحتك النفسية.

بالنسبة للحالات الشديدة - ولا أعتقد أن حالتك شديدة بل هي حالة بسيطة وعابرة - ننصح أصحاب الحالات الشديدة بأن يتناولوا دواء (تربتيزول Tryptizole) والذي يُسمَّى علميًا (أميتريبتيلين Amitriptyline) بجرعة صغيرة، وهي عشرة مليجرام، ليلاً لمدة أسبوعين إلى ثلاثة. ومهمّة هذا الدواء أنه يُحسّن من النوم من خلال أن يجعل المرحلة ، الثالثة والرابعة من النوم أكثر عُمقًا.

فإذا رأيت أنك تحتاج للدواء فيمكن أن تستعمله، وهو بسيط جدًّا وسليم جدًّا وفاعل جدًّا، وهذه جرعة صغيرة، لكن المهم هو أن تُطبق الإرشادات التي ذكرتها لك، لأنها تُمثّل العلاج النفسي والسلوكي الأساسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً