الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب تأثري بالقرآن وحصول البكاء أيضا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..

موضوعي يتكلم عن الروحانية، فلقد تعرفت على فتاة روحانية صوفية من الجزائر، وهي فتاة تحب الله كثيرا، وتشعر بالآخرين وبي، الشاهد أني انقطعت عنها، لأنها قالت أنها سوف تتزوج، ولن تتحدث معي مرة أخرى، ولكني أفكر بها كثيرا، فهل هي تشعر بي؟ فعندما كنا نتواصل كانت تشعر بحزني أو فرحي، فهل لا زالت؟

مع العلم لم أعد أتواصل معها.

عدى ذلك فقد أصبحت عند قراءتي للقرآن أستشعر كلام الله أكثر وأبكي، فما سبب تغير حالتي؟

وشكرا .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها الأخ الكريم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحيي توقفك عمَّا يُغضب الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يُسهل أمرك وأمرها، وأن يُصلح الأحوال، وأن يهدينا جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا شك ان العواطف لها أثر كبير على الناس - رجالاً ونساءً - وأن الإنسان كلَّما كان لله أقرب كانت عاطفته أقوى، ولكن وقد حيل بينك وبينها وانطلقت في سبيلها، فننصحك بعدم التفكير في أمرها، وعدم التفكّر في مثل هذه الأمور، التي هي خصم على سعادتك، وربما خصمٌ على طاعتك لربك، والحمد لله أنك تركتها، فاجعل تركك لها لله تبارك وتعالى، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا.

أمَّا ما يشعر به الإنسان تجاه الآخرين، فهذا قد يتحقق للإنسان، وقد يشعر الإنسان بهذا الترابط، لأن التلاقي بالأرواح، وهي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. ولكن الإنسان ما ينبغي أن يمضي مع هذه العواطف إلَّا إذا كانت في طاعة الله تبارك وتعالى، ونتمنّى أن تعجّل بخطبة فتاة تُؤنسك وتسد لك هذا الفراغ عندك، واختار صاحبة الدّين، فإن مَن تُطيع الله تبارك وتعالى هي الأوفى لزوجها، وهي الأقرب وهي الأنقى قلبًا في تعاملها مع زوجها، ونسأل الله أن يُعيننا جميعًا على الخير.

واستمر في تأثُّرك بكتاب الله تبارك وتعالى، ولا تربط هذا التأثر بتلك الفتاة، وإنما اربط هذا التأثر بخشيتك لله وبتدبُّرك في معاني هذا الكتاب المجيد الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وليس من مصلحتك أن تتمادى في التفكير وفي تلك الذكريات، واعلم أن الشيطان سيحاول تذكيرك ما حصل، فتعوذ بالله من شرِّه، واشغل نفسك عندها بالاستغفار، والتوبة، والطاعات، وتشاغل أيضًا، فلا تكن وحدك، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً