الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد أعاني من الهلع، فهل يمكنني إيقاف الدواء؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من نوبات الهلع منذ سنتين، ولقد ذهبت لطبيب نفسي، ووصف لي أقراص مودابكس 50 ملجم 3 مرات يوميا، وأقراص سيركويل 25 مرة واحدة قبل النوم، وقللت مودابكس إلى مرتين فقط يوميا، وسيركويل مرة واحدة يوميا، ونظرا لتكلفة الاستشارة لم أذهب للطبيب منذ سنة تقريبا، وأنا الآن أدرس وأريد التوقف عن الأقراص؛ فقد أصبحت لا أعاني من الهلع الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
نحن سعداء جدًّا أن نسمع أنك قد تخلصت من الهرع والهلع، وأن صحتك النفسية في وضعٍ ممتاز، وفي تقدُّم مضطرد.

قبل أن أحدثك عن الأدوية أريدك أن تركز دائمًا على التفكير الإيجابي، وعلى الثقة في النفس، وعلى حُسن إدارة الوقت، هذا مهمٌّ جدًّا، وأن تمارس أي نوع ممكن من الرياضة، كما أن التمارين الاسترخائية - خاصة تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد العضلات واسترخائها - هي من الوسائل والوسائط العلاجية المهمّة جدًّا للتخلص التام من نوبات القلق والهلع.

أمَّا بالنسبة للعلاج الدوائي: فالـ (موادبكس) لا يحتاج الإنسان أن يستعمله مرات متعددة في اليوم، لأن العمر النصفي لهذا الدواء حوالي ثلاثين ساعة، فتناوله بجرعة واحدة في اليوم يكفي تمامًا، والـ (سيروكويل) أيضًا يُفضل أن يتم تناوله ليلاً؛ لأنه قد يؤدي إلى نعاس في بعض الأحيان.

عمومًا أنت الآن تتناول الـ (موادبكس) بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً، والـ (سيروكويل) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، وتريد أن تتوقف عن هذه الأدوية.

بالنسبة للـ (موادبكس) وهو الـ (سيرترالين): أنا أفضل أن يكون تخفيف الجرعة بطيء جدًّا، هذا أفضل، حتى لا تكون عرضة لأي آثار انسحابية أو انتكاسة. اجعل حبة الصباح خمسة وعشرين مليجرامًا فقط، وحبة الليل خمسين كما هي، واستمر على ذلك لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك توقف عن نصف الحبة التي في الصباح، واستمر على الحبة التي في المساء مرة واحدة لمدة عشرة أيام أخرى، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين.

بهذا تكون قد توقفت عن الموادبكس بصورة علمية وتدريجية بسيطة جدًّا، وإن شاء الله تعالى هذا يقيك تمامًا من أي أثر انسحابي لهذا الدواء. وطبعًا خلال هذه الفترة تكون مستمرًّا على السيروكويل كما هو، والسيروكويل ليس دواءً انسحابيًّا، يعني: حتى التوقف المفاجئ عنه لا بأس في ذلك، لكن أريدك أن تستمر عليه لمدة شهرٍ بعد التوقف الكامل عن المودابكس، وبعد ذلك تشرع في تخفيف جرعة السيروكويل وتجعلها 12,5 مليجرام ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم 12,5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة عشرة أيام أخرى، ثم تتوقف عن تناول السيروكويل تمامًا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً