الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح وتوجيهات لفتاة جامعية تقدم لها غير متعلم

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لي شاب وهو غير متعلم، مع العلم أنني جامعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ميادة حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.

فإن العبرة بصلاح الدين وكمال الأخلاق، ووجود الأمانة، ومن هنا تتجلى جوانب العظمة في قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه -دينه وأمانته- فزوجوه) وصلاح الدين يغطي كل نقص وخلل، ولا فائدة في علمٍ ولا مال ولا وجاهةٍ إذا لم يكن معه دين وأخلاق، وقد أحسن الشاعر عندما قال:

لو كان في العلم من دون التقى شرفٌ *** لكان أشرف خلق الله إبليس

وهذه بعض النصائح التي نتمنى أن تنظري فيها قبل القبول أو الرفض، وهي كما يلي:
1- احرصي على صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن.
2- شاوري من حضر من الإخوان والمحارم، ولن يندم من يستخير ويستشير.
3- اجتهدي في معرفة أخلاق الرجل وطريقة تعامله مع الناس، وأحوال أسرته وطريقة والده وأهله في معاملة النساء.
4- فكّري في الفرص المتاحة أمامك أو المتوقعة لدخول القفص الذهبي.
5- الوقوف على قدرة الرجل على تحمل المسئولية وطريقة تفكيره في الحياة.
6- التأمل في ردود الفعل داخل البيت وخارجه في حالة الرفض، ومقارنة ذلك بالمكاسب والفوائد من وراء الارتباط به.
7- مجاراة الأعراف السائدة في منطقتكم إذا لم تكن مخالفة لشريعتنا العظيمة.
8- الاهتمام، بمعرفة رأي الوالدين، فإن رضاهما مكسبٌ عظيمٌ في الدنيا والآخرة.

وأرجو أن يُساعدك على الإحاطة بالموضوع أرحامك وأهلك، مع ضرورة أن تعرفي أن الأمر بيدك أولاً وأخيراً، وأن انطباعك الأول عن الرجل وارتياحك له من علامات وأسباب النجاح والوفاق.

ولا يخفى عليك أن نجاح الحياة الزوجية لا يتوقف على الشهادات، بل إن الدراسات تثبت أن بيوت المتعلمين وأصحاب الشهادات الكبرى أقل استقراراً، وهل ارتفعت نسب الطلاق لهذه الدرجة المخيفة إلا بعد الشهادات والعلاقات واتساع ساحات الاختلاط؟!

وأرجو أن تُشغلي نفسك بطاعة الله، وتعمّري حياتك بذكره وشكره، وتلاوة كتابه، واجتهدي في خدمة الدين، فإن الله يقول في كتابه: ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ))[العنكبوت:69].

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً