الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد علاجي للقلق، رجعت الحالة من جديد.

السؤال

السلام عليكم.

بفضل الله استطعت أخيرا التواصل معكم، جزاكم الله خيرا.

أحس بحالة من الخوف الشديد مع خفقان في القلب، ورعشة وزيادة على القلق والتوتر والرغبة في البكاء بشكل شبه دائم، مع شعور بالتعب والانفصال عن الواقع، وهذه الأمور أثرت في كل مناحي حياتي العملية والعائلية، هذه الحالة انتابتني أول مرة عند الدراسة.

مع العلم أنني كنت متفوقا في دراستي إلى أن وصلت إلى الثانوي حينها بدأ يظهر هذا المشكل، وأصبح مستواي في تراجع، وأصبحت أخاف أن أرسب في الامتحانات.

منذ عشر سنوات بدأت علاجا مع طبيب ومعالج نفسي، وأعطاني حينها دواء انافرانيل 25ملغ لمدة سنة تقريبا، وقد شعرت فعلا بتحسن، وأصبحت أكثر نشاطا وحيوية، ولكن مؤخرا رجعت الحالة كما كانت أو أشد.

شكرا لكم على سعة صدركم، وأرجوكم ادعوا لي بالشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك - أخي - في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

بالفعل أعراض القلق والتوتر والمخاوف تؤدي إلى الكثير من الإجهاد النفسي، وتؤدي إلى التغرُّب عن الواقع أو ما يُسمَّى باضطراب الأنّية، وهذه الحالات معظمها تندرج تحت ما نسميه بقلق المخاوف، وقد تكون هنالك أيضًا بعض الوساوس البسيطة.

أخي الكريم: طبعًا العلاج يتمثل في أن تتجاهل هذه الأعراض تمامًا، وتمارس رياضة، الرياضة مهمة جدًّا، خاصة رياضة المشي في مثل سِنّك مفيدة، وعليك أيضًا بما نسميه بالتفريغ النفسي، يعني: حاول بقدر المستطاع ألَّا تكتم خاصة الأشياء الغير مُرضية، فحاول أن تعبر عن نفسك أولا بأول، وأحسن إدارة وقتك للتخلص من الفراغ؛ لأن الفراغ الزمني والذهني يُسبب إشكالية كبيرة جدًّا بالنسبة للناس.

أنا أراك محتاجا لعلاج دوائي، وفيما مضى أنت استجبت بصورة فاعلة لعقار (أنفرانيل) والذي يُسمّى (كلوامبرامين)، هو عقار ممتاز ودواء فاعل، لكن ربما يكون عقار (سيبرالكس) والذي يُسمى (اسيتالوبرام) وهو من الأدوية الحديثة نسبيًّا، ربما يكون أفضل لك؛ لأنه متميز جدًّا في علاج المخاوف والتوترات، كما أن آثاره الجانبية أقلّ كثيرًا من الأنفرانيل، فهو لا يُسبب أي إمساك أو شعور بالطشاش في العينين، كما يحدث مع الأنفرانيل، خاصة بعد سِنِّ الثلاثين، أنت حين تناولته كان عمرك ثمانية وعشرين عامًا، وفي تلك الفترة بالفعل الإنسان قد لا يحس بأي آثارٍ جانبية.

عمومًا الاسيتالوبرام جيد جدًا وفاعل جدًّا، ويمكن أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الجرعة هي جرعة سليمة وبسيطة وليست كبيرة، والمدة أيضًا ليست طويلة، بما أنه لديك تاريخ سابق، فأرى أنه من الصواب أن نؤمِّن تمامًا إن شاء الله على عملية التعافي وتطور صحتك النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير، تقبّل الله طاعاتكم وصيامكم وبلغنا وإياكم شهر رمضان الكريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً