الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتقرب من الله وأغير من نفسي للأفضل في شهر رمضان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على عملكم هذا، ورزقكم الجنة.

سؤالي هو: كيف أستفيد من شهر رمضان ويكون سببا في تغيير حياتي للأفضل -إن شاء الله-؟

كيف أعلو بهمتي وأقوي أيماني؟ لأنه يحدث لي اكتئاب وضيق صدر وفتور في حياتي عندما أتهاون في العبادات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسنت -أيها الحبيب- حين أدركت أنه لا بد من الاستعداد لشهر رمضان، والعزم على استغلال أوقاتك فيه، ونرجو الله تعالى أن يكون هذا من عاجل توفيق الله تعالى لك، وأن يأخذ بيديك ويعينك على ما تصبو إليه من خير.

والاستعداد لشهر رمضان ينبغي أن يكون أولاً: بالتوبة إلى الله تعالى من الذنوب والآثام، فإن الذنوب كثيراً ما تقيد الإنسان عن الطاعات، فالتوبة العامة من جميع الذنوب والاستغفار من أسباب التوفيق، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد ليحرم من الرزق بالذنب يصيبه"، وأعظم الأرزاق الأرزاق الأخروية.

ثانياً: استغلال شهر رمضان ينبغي أن يكون بحسن الترتيب، وتقسيم الأوقات بما يتلاءم مع عملك ونشاطك، فينبغي أولاً أن تحرص على أداء الواجبات في رمضان، واجبات الفعل وواجبات الترك، أي أن تؤدي ما فرض الله تعالى عليك وتجتنب ما نهاك الله تعالى عنه، فهذا أفضل ما يتقرب به الإنسان إلى الله كما قال الله في الحديث القدسي: "ما تقرب إلي عبدي بأحب مما افترضته عليه".

وثالثاً: أن تكثر من نوافل الأعمال بحسب استطاعتك، فترتب أوقاتك بالحفاظ على صلوات النوافل في أوقاتها والحرص على صلاة التراويح كل ليلة؛ فمن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وملازمة العبادات الفاضلة الدائمة كأذكار الصباح والمساء، والإكثار من قراءة القرآن بحسب الاستطاعة، فإن رمضان هو شهر القرآن، وقد اختاره الله تعالى زمناً لإنزال هذا القرآن، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدارس جبريل القرآن في رمضان، فاحرص على أن تجعل جزءاً من وقتك خلال اليوم والليلة لقراءة القرآن ولا أقل من أن تختم القرآن مرة واحدة في هذا الشهر.

ثم رمضان أيضاً شهر الصدقة والإحسان للآخرين، وقد سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الصداقات فقال: "صدقة في رمضان"، فإذا كنت تستطيع أن تتصدق ولو بشيء يسير فإن هذا من الأعمال الفاضلة في رمضان، ولا تستقل أن تتصدق به مهما كان قليلاً فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "اتقوا النار ولو بشق تمره"، فاحرص أيها الحبيب على أن تصل أرحامك في هذا الشهر، وتحسن إليهم بقدر استطاعتك وأولهم الوالدان، فإن هذه العبادة من العبادات العظيمة التي يحبها الله تعالى، وهكذا إذا نظمت وقتك واستغللت كل أجزائه ووفقت إذا تمكنت بصحبة صالحة تعينك على الطاعات في هذا الشهر؛ فإنك بذلك -إن شاء الله- ستغتنم هذا الوقت كلما عرض لك فتور فبادر إلى التوبة والاستغفار، واعلم أن هذه هي طبيعة الإنسان، يتردد بين النشاط والفتور والإقبال والإدبار، فإذا أصبت بالفتور فلا تستسلم له.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً