الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإحساس بالموت دليل على اقترابه؟

السؤال

السلام عليكم.

شخص عزيز علي، وفي نفس عمري، يقول: منذ أن كان عمره عشر سنوات وهو يشعر أنه سيموت في سن الشباب، وحاليا قد تغير ويذكر الموت دائما، فهل هذه علامات لشيء معين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

تذكُّر الموت - أيتها البنت العزيزة - قد يكون أمرًا مستحسنًا إذا كانت آثاره إيجابية على الإنسان، بمعنى أنه يبعثُه هذا التذكُّر على إحسان عمله والتقرُّب إلى الله تعالى والزُّهد في هذه الدنيا والاستعداد للانتقال للدّار الآخرة، فإن هذه الحالة بلا شك حالة مرْضيّة يُحبُّها الله تعالى ويُريدُها للإنسان الصالح، وفيها له خيرٌ كثير، فإنه يعرف حينها قدر هذه الدنيا وحقارتها بالنسبة للآخرة؛ فيبقى متصلاً بالله تعالى، دائم الذكر له، متشوّقًا إلى الدار الآخرة، يعمل للاستعداد لها.

فهذا النوع من التذكُّر نافع، وبه أمرنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اذكروا هادم اللذَّات).

أمّا إذا كان التذكُّر على خلاف هذا بأن كان سببًا للاضطراب والقلق والعيش في فزعٍ وخوفٍ - ونحو ذلك من الحالات - دون أن يكون باعثًا على مزيد من العمل والإنتاج؛ فإنه في هذه الحالة مرض، ينبغي للإنسان يُدافعه بما قدّره الله تعالى من التداوي.

فهذا القريب الذي تصفينه إذا كان من هذا الصنف فإنه بحاجة إلى أن يلتمس الدواء عند الأطباء النفسيين الثقات، فإنه سيجد -بإذن الله تعالى- عندهم الإعانة للأسباب التي تدفع عنه هذا المكروه، مع الإكثار من ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، واستعمال الرقية الشرعية، بأن يقرأ على نفسه آيات القرآن الكريم كسورة الفاتحة وآية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، والمعوذات {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}، يقرأ على نفسه هذا، وينفث بعد القراءة في ماءٍ فيغتسل به ويشرب منه، فإن الرقية الشرعية تنفعه ممَّا نزل به وممَّا لم ينزل به.

وأمَّا السؤال عن هذا التذكُّر هو دليل على شيء وعلامات لحاجة ما؟ فالجواب أنه لا يدلُّ على شيءٍ، غير ما ذكرنا من الحالتين السابقتين.

وفقك الله تعالى لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً