الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأدوية النفسية تتلف الدماغ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

عمري 31 سنة، كان لدي نقص في التركيز في عمر 21 سنة، فذهبت لطبيب الأمراض العقلية، أعطاني دواء، كنت صغير السن ولم أعرف ما أقدمت عليه، بدأت في تناول الدواء حتى مضى علي 10 سنوات، وتوقفت عن تناوله منذ ثلاثة أشهر، لكني ما زلت أشعر بالأرق وتأنيب الضمير، لأني تناولته أصلا.

أيضا أعاني من مشكلة في النوم، لا أعرف النوم العميق منذ أن توقفت، وأعاني من ضعف الانتصاب أيضا، فهل حدث لي تلف في الدماغ، أم هي حالة انسحابية مؤقتة؟ أريد الزواج لكن هذه المشاكل تمنعني، أريد إجابة مفصلة ومطولة من فضلكم، فأنا تائه.

ولكم مني فائق الاحترام والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر الشبكة الإسلامية، ونشكرك على التواصل معنا.

تمنّينا لو ذكرت لنا اسم الدواء الذي تناولته لعشر سنوات، فقد يُعطينا هذا فكرةً أفضل عن تشخيص ما عانيت منه في الطفولة، فهل كان هو فرط الحركة وتشتت الانتباه؟ أم أمر آخر؟ الله أعلم.

ولكن طالما أنك أوقفت الدواء منذ ثلاثة أشهر؛ فمعرفة الدواء كانت أيضًا ستشرح لنا إن كانت هذه الأعراض أعراض انسحابية، أو أن الحالة التي كنت تُعالجُها ما زالت تحتاج لشيء من العلاج.

ولكن أريد أن أطمئنك على أمرين:
أولاً: أكيد لم يحدث معك تلفٌ في الدماغ، فالأدوية النفسية مهما كانت لا تُحدث مثل هذا التلف الذي ذكرته في رسالتك، والغالب أنها أعراض انسحابية مؤقتة، وهذه الأعراض الانسحابية عادةً ما تستمر أسابيع، وأحيانًا تستمر لأشهر، حتى يعتاد الجسم على ذهابها كلِّيًّا.

الأمر الثاني: الذي أطمئنك عليه - وخاصة أنك مُقبلٌ على الزواج - بأن الضعف الجنسي بأشكاله المختلفة - ومنه ضعف الانتصاب - إنما هي أعراض جانبية لبعض الأدوية النفسية، لأنها أيضًا أعراض جانبية مؤقتة، وستزول بإذن الله سبحانه وتعالى، فهي عادةً قد تمتدُّ لعدة أشهر، فصبرًا وسيعود جسمك لوضعه الطبيعي كما كان قبل العلاج، فاطمئن لهذا الأمر.

ولكن إذا استمرت بعض الأعراض المزعجة لك فربما الأمر يحتاج أن تستشير طبيبًا نفسيًّا ليستوضح منك عن بعض الأعراض التي لم ترد في سؤالك، وليستوضح منك أكثر عن طبيعة الدواء الذي أخذته، والتشخيص الذي تمّ في الطفولة، فكلُّ هذا متعلِّقٌ ببعضه، وسيستطيع هذا الطبيب من وضع التشخيص الدقيق إن كان هناك تشخيص، وبالتالي يصف لك الخطة العلاجية المناسبة.

أدعوه تعالى لك بالصحة والعافية، وأن يُوفقك في زواجٍ موفّقٍ سعيدٍ بإذن الله سبحانه وتعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً