الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش حالة من خوف غير مبرر، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

شخصتم حالتي قبلاً بقلق الوساوس، لدي اكتئاب يحتد ويخف كما أني مصابة باضطراب الوسواس القهري الذي تنوع محتواه عبر السنين من الطهارة للعقيدة للشك في الناس، والآن وسواس الأذى أو الانتحار أو الجنون!

هذه الوساوس تخيفني جداً، فبعد هجوم نوبة القلق تليها حالة ذهول مخيفة تتضمن هذه الوساوس التي أخاف تنفيذها بدون وعي.

ما أريد السؤال عنه هو حالة غريبة تصيبني بعض الليالي: شعور غريب بعدم الراحة والضيق الشديد والهذيان وهلاوس بين الاحلام والخيال (لا أرى ولا أسمع شيئاً) حالة من الخوف الشديد أخاف أن أقوم بنصف الليل فأرتكب شيئاً بغير وعي.

في كل ليلة قبل أن أنام أعيش حالة من خوف غير مبرر، مثل خوف المجانين، أحاول تشتيت انتباهي لكنها أحياناً تكون شديدة.

شككت بأني مصابة بثاني القطب، بعد أن قرأت بموقعكم أنها قد تتذبذب بين نوبات اكتئاب ونوبات تبرم وضيق، وعدم إطاقة، وأنا فعلاً تصيبني تلك الحالة أحيانا لكن لم أصب بنوبات هوس واضحة.

لدي اكتئاب، وقد أصابتني نوبات من قبل، وأعرف الفرق بين الأفكار ووساوس الانتحار و-بفضل الله- تجاوزت الأولى لكن الثانية تخيفني جداً بل قلبت حياتي، عدا عن أني أخاف أن أؤذي أمي أو فرداً من عائلتي، كما كنت أسمع عن مرضى نفسيين قتلوا أهلهم.

هل قد أكون كذلك؟ قرأت كثيراً عن الأمراض النفسية، وجدت أني أعاني من اضطراب القلق، لكن أخاف تطور الأمور لما لا تحمد عقباه. عفوا على التشتت فأنا أكتب لكم بعد ليلة من العذاب العقلي غير المفهوم لي. أرجو أن تشرحوا حالتي.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أختنا الفاضلة، ونشكرك على التواصل معنا عبر استشارات إسلام ويب من خلال طرح سؤال جديد.

ليس غريبًا أن تترافق نوبات الهلع ببعض الأفكار الوسواسية القهرية، وقد قرأتُ سؤالك السابق الذي أجاب عنه الزميل الدكتور محمد عبد العليم، حيث شخّص لك قلق المخاوف الوسواسي، مع نوبات الهلع، وحقيقة فإن الوسواس القهري حالة مزعجة مُخيفة للإنسان المصاب، وخاصة أن هذه الأفكار القهرية الوسواسية قد تتعلّق بالدّين أو بالصحة والسلامة، أو بالمرض أو بغيرها، ومنها ما ورد في سؤالك من خوفك من فقدان السيطرة وقيامك بعملٍ بلا وعيٍ منك، كأن تُؤذي نفسك أو تُؤذي الآخرين، ولا شك أن هذه الأفكار القهرية تُسبّبُ لك الكثير من الألم والمعاناة.

واضح أيضًا من سؤالك أنك تقرئين عن الأمراض النفسية، ولكن يبدو أن عندك شيء من الحساسية، بحيث أنك إذا قرأت عن اضطراب أو مرض ما فإنك تبدئين بالوسوسة في هذه الأمراض، وتشعرين وكأنك مُصابة بها، ولذلك ذكرتِ عددًا من الاضطرابات في سؤالك، منها اضطراب ثنائي القطب.

ليس فيما ورد في سؤالك ما يُشير إلى اضطراب ثنائي القطب، وإنما هي فقط مخاوف وسواسية مع نوبات الهلع.

الدواء الذي وُصف لك في السابق (سيبرالكس) 50 مليجرامًا: دواء مناسب وجيد، وأؤكد على ضرورة أخذه بانتظام دون انقطاع، بالإضافة إلى الأعمال الأخرى التي يمكنك القيام بها، وهي التي تصبُّ في مجال الاسترخاء، ومحاولة المتعة بما أنعم الله عز وجل به علينا في هذه الطبيعة الجميلة، وأيضًا ممارسة الهوايات النافعة والمفيدة.

أخيرًا: أدعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة، وأن يجعلك من الموفقين في هذه الحياة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً