الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الضوابط في محادثة الخطيبة مع خطيبها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله سعيكم، ونفع بكم.

أنا شابة عمري 27 سنة، تقدم لي شخص وكلم أبي، وحدد موعد الخطبة، أنا أسكن في ولاية تبعد عن ولايتي خمس ساعات بالسيارة، بسبب عملي كمهندسة برمجيات كمبيوتر، لكني -والحمد لله- ملتزمة بالزي الشرعي وحافظة القرآن الكريم.

أبي رفض العقد قبل إعلان الزواج، رفض العقد الشرعي والمدني، واعتبر ذلك مثل الزواج العرفي، وقال لي: أسمح لك تقابلينه في مكان عام إذا احتجتما اللقاء لقضاء ملازم الزفاف، مع العلم أننا لا نتصافح ولا نخرج بالكلام عن نطاق اللازم، ونتعامل مثل الغرباء، حتى لما التقينا المرة الأخيرة بعلم أهلي، كان اللقاء في مكان عام ومختصر، والحمد لله لباسي محترم وقولي موزون.

أنا هنا بعيدة عن أهلي، فلا يمكن أن يخرج معي محرم، أو يكلمني بالهاتف وبجانبي محرم، ولكننا نجتهد أن يكون كلامنا كتابة عبر الفيس وليس صوتا، ولا نلتقي إلا لحاجة ولقضاء مسألة من مسائل الزواج، مع العلم أن أبي قال: من الممكن أن يرسل أخي ليظل عندي شهرا، ويذهب معنا، ولكن هذا ليس مؤكدا، فحسب جدول أخي إذا عنده عطلة أم لا، لأنه طالب جامعي، فما حكم ذلك؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ درة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونحيي هذا الوالد، ونحيي أيضًا حرصك على الضوابط الشرعية، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين الشاب المذكور على الخير.

فكرة أن يكون الأخ حاضرًا وأن يتكلّم معك في حضور هذا الخاطب هي فكرة رائعة، وهي فكرة غاية في التوافق مع الضوابط الشرعية، فهي مسألة في غاية الأهمية، لأن الخطبة ما هي إلَّا وعدٌ بالزواج، ولا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسُّع معها في الكلام.

ونحن سعداء بكل الضوابط التي تقومين باتخاذها، وهذا الحرص على الخير، ونحيي التزامك بحجابك وحرصك على كتاب ربك، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.

ونتمنَّى أن ينجح العقلاء في إقناع الوالد في تحويل هذه العلاقة إلى علاقة شرعية كاملة، بأن يُقيم عقد نكاح شرعي، وبعد ذلك ستكون الفرص أمامكما أكبر في التلاقي وفي إعداد الحياة للمستقبل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يزيدكما حرصًا وتوفيقًا وخيرًا.

أؤكد على فكرة وجود الأخ، حتى ولو جاء أيام محدودة، حتى تنتهي من الأشياء المهمة، لتكملوا بعد ذلك مراسيم هذا الزواج، وطبعًا طالما الرجل جاء البيوت من أبوابها وهو حريص وأنتم حريصون على اتخاذ التدابير الشرعية، نحن لا نملك إلَّا أن ندعو لكم جميعًا.

نسأل الله أن يُكمل لكم هذا المشروع المبارك، وأن يجمع بينكما على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً