الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب كراهية بعض الزوجات للمعاشرة الجنسية؟

السؤال

السلام عليكم.


لا أدري ما بي، ولا أدري ماذا أريد، مشتتة في وقتي، أشعر أنني أرغب وبشدة في تعذيب كل من حاول إيذائي.

وفي وقت آخر أشعر أنني غير مبالية، ولكني لست ناسية، لدي رغبة غريبة في أن أبقى متذكرة كل الآلام، وأن لا أنساها أبداً، وأحرص على تذكير نفسي كي لا أنسى الآلام، هذا شيء.

وشيء أخر، علاقتي بزوجي متوترة جداً، حيث أنني لا أستطيع نسيان ما فعله بي؛ لذلك هناك فتور كبير في علاقتنا، فأنا أكره بشدة التعامل معه، وكارهة العلاقه الزوجية، وأحياناً كثيرة جداً أتهرب منها، لأني أكرهها، فهي تسبب لي تعباً نفسياً شديداً، فأنا أكون في عالم غير العالم الذي يتواجد هو فيه، وأكون مكرهة على هذا الفعل الذي أعتبره وساخة، وأعتبره يقلل من شأني، ويمتهن كرامتي، غير أني أكون معه كالميت تماماً، لا أستطيع التجاوب معه، ليس بيدي، فأنا لا أستطيع أن أضغط على نفسي للتجاوب معه.

ولدي مشكلة أخرى، وهي أنني فاقدة للإحساس، أشعر أنني لا أحس بشيء يسعدني، ولا شيء يحزنني، أفتقد إحساسي بنفسي، فأشعر وكأنني شيء معلق في الهواء، شيء غير ملموس، أشعر وكأنني حلم.

وكذلك مع كل من حولي أحس بهذا الإحساس، يأتي ويذهب لكنه يتكرر كثيراً.

وأفتقد إحساسي بأبنائي، وأشعر دائماً أنهم سبب في تعطيلي عن أحلامي التي أحيا من أجلها وأعيشها، وأفتقد إحساسي بأمي وأبي وإخواني، أشعر وكأنه من الصعب تصديق أن هذه عائلتي بالفعل، أن هذا زوجي فعلاً، وأن هذا المكان بيتي فعلاً، أجد صعوبة في التصديق.

أنا لست سعيدة، ولا يوجد ما يسعدني، فليلي كنهاري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/أم عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يصلح أحوالنا في العاجلة وعند المآل، وأن يسعدنا بطاعة الكبير المتعال.

فإن تذكر الآلام يجلب المعاناة ويكدر صفوة الحياة، والمسلمة لا تقول لو أن فعلت كذا كان كذا، ولكنها تقول قدر الله وما شاء فعل؛ وذلك لأن لو تفتح عمل الشيطان، والذي يقف عند الجراح ويطيل البكاء على الأطلال ويدور حول الحجر الذي لدغ منه سوف يلدغ مرات ومرات، ولكن العاقل يعتبر بغيره، ويستفيد من مواقفه وتجاربه، ويحاول مسرعاً الإفادة من تجارب وعقول الآخرين.

ولا شك أن زوجك هو أقرب الناس إليك، وأحرص الناس على سعادتك، وإن ظهر منه غير ذلك فاحملي تصرفه على أحسن المحامل، واعلمي أنه اختارك من دون النساء وأعجب بما فيك من الإيجابيات، فاختارك من دون بقية البنات، وأرجو أن نترك أمر من يؤذينا إلى الله بارينا، وأن نشغل أنفسنا بعبادة وطاعة من خلقنا والناس والله هادينا، واعلمي أن من يزرع الشوك لا يحصد إلا الألم والمرارة.

أما كراهيتك للمعاشرة الزوجية فقد تكون لها أسبابها العديدة، ومنها ما يلي:

1- الحالة النفسية التي تمرين بها.

2-عدم مصارحة الزوج في وسائل إسعادك.

3- عدم التفنن في هيئات وأوضاع الجماع.

4- تذكر الموافق السيئة عند المعاشرة.

5- مجالسة نساء لهن تجارب فاشلة وتصورات فاسدة.
6- التصور الخاطئ لمسألة الجماع، التي هي في الحقيقة من النعم العظيمة والأشياء الممتعة.

7- وجود تجارب فاشلة في الأسرة أو المحيطين بك.

وأرجو أن أذكرك بأن مفاتيح الحل بيدك، وأن السعادة تتبع من الداخل، ولا تشترى من الخارج، وأن الطريق إليها هو الطاعة لله، والمداومة على ذكره، والحرص على شكره، قال تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28]، وقال تعالى: (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ))[إبراهيم:7].

فاحمدي الله الذي هيأ لك زوجاً ورزقك أولاداً، وعمري قلبك بالإيمان، وحاولي الذهاب إلى بيت الله الحرام، وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي المختار، وواظبي على الأذكار في الغدو والأبكار، وارفعي أكف الضراعة لله في الأسحار، وانظري للحياة بأمل واستبشار.

والله ولي التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات