الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي نظرة المجتمع لمن يرتدي السماعات الطبية؟

السؤال

السلام عليكم..

كنت أحب شابا، لكني لم أتكلم معه أو أفعل أي شيء حرام، فوجئت أنه تقدم لخطبتي، وقد سعدت كثيرا بالأمر، وعلمت والدتي من والدته أنه يحبني، ولكن والدي رفض، واستمر الشاب في التقدم لمدة ثلاث سنوات، لكن والدي استمر على الرفض بسبب خلافات مع والدة الشاب، فأصبت بصدمة نفسية كبيرة، وحزنت جدا، وتزوج الشاب، وأنجب واستمر في حياته، ودعوت له بالخير، لكن لينتهي الأمر بالنسبة لي استغرق الأمر مني ست سنوات لأصل للتعافي من الحزن بداخلي، وأستطيع أن أقبل بغيره دون أن أظلمه.

عمري الآن 25 عاما، أشعر أنني مستعدة للزواج، ودخول علاقة جديدة بما يرضي الله، دعوت الله بزوج صالح، وأن يراضيني ويرضي قلبي، فحلمت بحلمين يفسران باقتراب موعد زواجي، فرحت كثيرا، وحمدت الله، وبعد يوم من الحلم الثاني تقدم لخطبتي شاب حسن الخلق ومتدين وشكله مقبول بالنسبة لي، وله عمل ومسكن، أقل مني تعليما، لكن لم تفرق تلك النقطة معي، فأنا أبحث عن الدين والخلق.

السؤال هنا أني وجدته يرتدي سماعة لضعاف السمع، وأن ضعف السمع ناتج عن تناوله المضاد الحيوي في صغره، فلديه أذن لا يسمع بها إطلاقا وأذن سليمة، فهل هذا ممكن؟

الطبيب نصحه بوضع سماعتين حتى في الأذن السليمة، وقد بحثت كثيرا عن هل ممكن أن يكون وراثيا لكني لم أجد ما يريح صدري، وسؤالي هنا: هل يعتبر ذلك وراثيا؟ وإذا كان وراثيا... ما نسبة انتقاله للأولاد؟ وهل حرام علي أن أرفض الأمر لهذا السبب؟ خاصة أني دعوت الله بزوج صالح وأتى الشاب بعد تلك الرؤية؟

عمري الآن 25عاما، وقد أضعت الكثير من العرسان بسبب حزني على ذلك الذي أحببته من قبل؟

فهل نظرة المجتمع للسماعات خاصة أنها ظاهرة سوف تؤثر؟

انصحوني فضلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

إذا كان الشاب المتقدّم صاحب دين وصاحب خُلق، وشكله مقبول، وله عمل، وله مسكن، وأنت تجاوزت كون تعليمه أقلّ، ولم تبق أمامك إلَّا مسألة السماعة التي يركِّبُها ويضعها على الأذن؛ فأرجو ألَّا تترددي في القبول به، ونحب أن نؤكد لك بأننا معشر الرجال ومعشر النساء جميعًا نحن بشر والنقص يُطاردنا، ولذلك لا ننصح بالتفريط في هذه الفرصة، ولا مانع من أن تتواصلي مع طبيب مختص في مسألة الأذن ومثل هذه الأمور؛ حتى تتيقّني من الأمور التي سألتِ عنها، لكن نحن نستبعد - طالما كان السبب في خطأ تناول أحد الأدوية كما أشرتِ في طفولته - نستبعد أن يكون لذلك علاقة بأطفاله الذين سيُنجبهم بإذن الله، والحافظ هو الله تبارك وتعالى.

لكن نتمنى - وأنت في مقام بناتنا - ألَّا تفوتي هذه الفرصة، فإن الفرص قلَّ أن تتكرر من أمثال هؤلاء الذين عندهم دين وعندهم أخلاق، وعندهم مؤهلات واستعداد للزواج، ويأتي أحدهم ليطرق الأبواب. فأرجو ألَّا تُضيعي هذه الفرصة، وتوكلي على الله تبارك وتعالى، وإذا أردتِّ أن تسألي طبيبة أو طبيبًا مختصًأ في هذا المجال فأرجو ألَّا تتأخري، واحرصي دائمًا على اغتنام مثل هذه الفرص، وبلا شك أهلك سيكون لهم رأي، وأيضًا سيستطيعون أن يُساعدوا في مثل هذه الأمور، وننصح بأن لا نشعر الشاب بأننا نتعقّد، أو أننا نجد إشكالاً في وضعه للسمّاعة في الأذن، فالعبرة هي بالقبول والارتياح والانشراح، وقبل ذلك وجود الدين والخلق الذي وجدتِه في هذا الخاطب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدك ويُسعده، وأن يكتب له السلامة، وأن يرزقكم الذرية الصالحة، وأن يُصلح لنا ولكم النيّة والذُّرِّيَّة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً