الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقلع عن الأغاني؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة في 15 من عمري، أدركت حديثا أنني أستمع بشكل كبير للأغاني بالرغم من معرفتي أنها حرام، لذلك قررت ترك مواقع التواصل كانستغرام وتيك توك لكونها مصدر سماعي للأغاني بشكل كبير، ولكن أدركت أن معظم الأفلام والمسلسلات تحتوي على أغان، فماذا أفعل وأنا أحبها؟ وهل يمكنني التقليل من الأغاني ومن ذنوبها مع سماعها بشكل قليل؟ وهل يتقبل الله مني ذلك؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهيلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يطهر قلبك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبخصوص ما تفضلت به فاعلمي أن الطريق للخلاص يكمن في عدة أمور:

أولا: التأكيد على حرمتها، فإن القلب إذا وعى محرما؛ كانت النفس الصالحة تهرب منه، ولا يخفاك أن الأغاني صوت الشيطان ومزماره، وأنها محرمة ومن الأدلة على ذلك: قول الله سبحانه وتعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) {لقمان: 6}، قال الطبري في تفسيره لهذه الآية: هو الغناء والاستماع له، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف). رواه البخاري، وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا: (صوتان ملعونان: صوت مزمار عند نعمة، وصوت ويل عند مصيبة). حسنه المقدسي في المختارة.

ثانيا: المواظبة على سماع الأغاني لها سلبيات كثيرة منها:
1- أنها تترك غشاوة على قلب صاحبها، حتى لا يكاد يفرق أحيانا بين الحق والباطل.
2- تزرع النفاق في القلب.
3- تضيع الوقت.
4- تورث الغفلة عن ذكر الله؛ بل صاحب الأغاني يستمتع بها أكثر من ذكر الله وقراءة القرآن، قال ابن القيّم:
حب الكتاب وحب ألحان الغنا *** في قلب عبدٍ ليس يجتمعان

وحتى نتخلص من هذا الداء أختنا الكريمة، يجب علينا ما يلي:
1- الدعاء لله عز وجل والتضرع إليه أن يذهب من قلبك حب هذه الأغاني.
2- حصر الأسباب المؤدية إلى الاستماع وتركها بالجملة، كما فعلت بارك الله فيك مع بعض البرامج.
3- الاجتهاد في الاستماع الكثير للقرآن، واختيار أفضل الأصوات التي تتأثرين بها، ولا شك أن القراءة المتكررة لها أثر يجعلك بعد ذلك لا تستلذين إلا بقراءة القرآن، لكن هذا يحتاج إلى وقت وفهم وتدبر.
4- تذكير النفس ومُجاهدتها بشدة وذلك بالتخويف من عذاب الله عز وجل.
5- المحافظة على أداء الصلوات في موعدها والسنن الراتبة، وقيام ولو ركعتين في الليل، فإن هذا من أفضل المعينات على ترك تلك المعصية.
6- تدريب اللسان على الذكر دائما والاستغفار خاصة، فإن اللسان إذا تعود على شيء وأكثر منه، أورث ذلك محبته في قلبه.
7- الابتعاد عن الفراغ، وشغل كل أوقاتك بالنافع من العلوم الدينية والدنيوية.
8- الصحبة الصالحة وإن قلت، فهي من أكثر المعينات على ترك المعاصي.

وأخيرا: أنت الآن تجاهدين نفسك، فثقي بأن الله سيعينك وسيتقبل منك، فالله أكرم من أن يعرض عن عبده بعد أن استغاث به واحتمى، نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً