الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذاكرة لدي ضعيفة وأعاني من اختلاط الكلمات.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ضعف شديد في الذاكرة، وعدم الثقة بالنفس، أنا أتعالج من الاكتئاب وأستخدم بروزاك ٢٠ عدد ٢ قرص صباحاً، وأريد علاجاً لتقوية الذاكرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ضعف الذاكرة الذي تتحدث عنه هو طبعًا ضعف التركيز، وليس ضعف الذاكرة المعروف، أو ما يُسمَّى بالخرف.

موضوع عدم الثقة بالنفس – أيها الفاضل الكريم – يجب أن نتوقف كثيرًا عند هذا المصطلح، لأن كثيرًا من الناس حقيقة ظلموا أنفسهم بأن قاموا بسوء تقدير ذواتهم، ممَّا جعلهم يعتقدون أنهم ليس لديهم ثقة بأنفسهم، هذا مصطلح واهٍ جدًّا، ومَن الذي قال إن هذا لديه ثقة عالية بنفسه، وهذا ليس لديه ثقة بنفسه؟!

أيها الفاضل الكريم: قم بواجبك نحو نفسك ونحو غيرك، وطوّر مهاراتك، ولا تُراقب مشاعرك السلبية، إنما ابن على المشاعر الإيجابية.

الثقة في النفس – يا أخي – تأتي من خلال الإنجازات، ولا شيء يمنعك من أن تكون مُنجزًا، مثلاً: مجرد الالتزام بالواجبات الاجتماعية، أن تُشارك الناس في أفراحهم وأتراحهم، أن تصل رحمك، أن تتفقد جارك، أن يكون لك وجود حقيقة في المجتمع، هذا يكفي تمامًا ويغنيك تمامًا عن هذا المصطلح المشبوه، ولا بد أن أركّز على هذا، هذا المصطلح – كما ذكرتُ لك – هو مصطلح واهٍ وغير حقيقي، لكن نحن نتماشى مع ما هو دائر ومنتشر بين الناس.

الثقة بالنفس تأتي من خلال الإنجازات ومن خلال الفعاليات، وأهم الفعاليات هي: الحرص على الواجبات الاجتماعية، ودائمًا – يا أخي – هنالك ثنائية في الكون، كل شيءٍ هناك ما يُقابله، الإنسان لو فكّر في الشر فهناك الخير، الإنسان لو ابتلي بالباطل هنالك الحق، ولو فكر في المرض فهنالك الصحة، ولو خاف من الفقر فهنالك الكفاية وربما الغنى.

أخي الكريم: كل فكرة سلبية يجب أن تستبدلها بما هو مقابل لها من إيجابيات، وتحسين التذكّر والتركيز لا يكون من خلال تناول الأدوية فقط.

البروزاك دواء رائع جدًّا، وهو يُعالج الاكتئاب النفسي، يُحسّن الدافعية، لكن لا بد أن تقوم بالإجراءات الأخرى التي تحدثنا عنها، وأهمها: الحرص على الواجبات الاجتماعية، وتنظيم الوقت، وأهم شيء في تنظيم الوقت هو أن تنام النوم الليلي المبكّر، وتتجنب السهر، وحين تقوم بذلك – يا أخي – ستستيقظ مبكّرًا، وتؤدي صلاة الفجر في نشاط، وإن قرآن الفجر كان مشهودًا، وأحسن وقت للتذكّر الحقيقي هو في فترة الصباح، لأن المواد الدماغية الإيجابية تُفرز في ذلك الوقت.

لذا الذين يُؤدون صلواتهم ويحرصون على أورادهم القرآنية في الصباح دائمًا تجد نفوسهم مطمئنة ومستقرة، وتركيزهم على أحسن ما يكون.

من الضروري – يا أخي – أن تمارس رياضة، أي رياضة ممكنة، رياضة المشي، رياضة الجري، تُحسّن التركيز جدًّا.

شُرب القهوة بمستوى معقول، يعني: فنجان أو فنجانان في اليوم، أيضًا وجد أنه يُحسن كثيرًا من الذاكرة.

ممارسة تمارين الاسترخاء، القراءة، خاصة القراءة المفيدة، الترفيه عن النفس – يا أخي – حاول أن ترفه عن نفسك بكل ما هو طيب وحلال، الجلسات مع الأصدقاء، كما ذكرنا: تلبية الدعوات، مشاهدة برامج ترفيهية جيدة ومفيدة ... هذا كله فيه خير كثير لك، وبر الوالدين وجدناه من أعظم الطرق التي تعطي الإنسان ثقة في نفسه، وتُحسّن مزاجه وتُقوّي ذاكرته، فاحرص على ذلك أخي الكريم.

أريدك أيضًا أن تكون مجتهدًا بل مُبدعًا في عملك، وأهم شيء هو أن تُحب عملك.

نشكرك كثيرًا على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً