الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاقة السحر بتعسير الأمور؟

السؤال

السلام عليكم..

لي زميل أصيب بسحر التعطيل، اجتاز الامتحان التوجيهي للمرة الثالثة، وقد نجح بجدارة، الأمر الذي أهّله للإقدام على الانضمام لصفوف الجيش العسكري، لكن تم رفضه لأسباب غير معقولة رغم توفر جميع المتطلبات يشكو من عسر الأحوال وحيرة فيما يخص المستقبل، إلى جانب الضيق المالي، هل ستتحقق رغبته في الانضمام للجيش مستقبلا في حال شفائه وفك سحره؟

مع العلم بإمكانية الاستعانة بالواسطة بعد توفيق الله، وما الذي تنصحونه بالقيام به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

من أصيب بالسحر - إن كان هذا حقيقة وليس مجرد توهم - فإنه ينبغي له الاجتهاد في استعمال الرقية الشرعية، والتداوي، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله).

وأمَّا انضمام هذا الشخص للجيش مستقبلاً بعد شفائه من السحر فهذا أمرٌ غيبيٌّ لا يعلمه إلَّا الله، وليس بالضرورة أن لو كان صحيحًا أنه سينضمّ للجيش كما هو معلوم، ولكن ينبغي له أن يقوم بأمور: أولها أن يكون معتقدًا أن رزقه قد كُتب وأن الله سبحانه وتعالى قد قدّر لنا المقادير قبل أن يخلقنا، فإذا كان الله قد قدّر له هذا الرزق فإنه سيصله، كما قال سبحانه وتعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلَّا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير}، فكل ما ينزل بالإنسان قد كتبه الله تعالى له.

ولكنّ هذا الإنسان مأمور بالأخذ بالأسباب، فإن الله تعالى بنى هذا الكون على قانون الأسباب، أي أن المُقدّمات لابد من فعلها لنصل إلى النتائج، حتى الطير فإن الله تعالى هداها إلى أنها تغدو لطلب رزقها، فقال: (تغدوا خماصًا وتروح بطانًا)، أي: تغدو في الصباح وتذهب جائعة وتعود في المساء وقد شبعت، وهكذا حال الإنسان ينبغي أن يأخذ بالأسباب، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز).

والمقصود بالأسباب هي الأسباب المباحة التي شرع الله تعالى لنا الأخذ بها.

فنصيحتُنا لهذا الشاب أن يأخذ بالأسباب الممكنة، بأن يتقدّم بالطلب، وأن يستعين بالمخلوقين ممَّن يمكن أن يُعينوه على تحقيق هذا المقصود، وأن يتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى بالسؤال وبالطلب بأن يختار له الخير، وييسّر له الرزق، فإذا فعل ذلك فينبغي له بعد ذلك أن ينتظر ما قد كتبه الله تعالى له، موقنًا أن ما يُقدّره الله هو الخير، وإن كان على خلاف ما تشتهيه نفسه، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

نسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً