الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي عنيدة وتغار من البنات في عائلتي.. كيف أتعامل معها؟

السؤال

أنا مطلقة وأم لطفلة عمرها 8 سنوات، أعيش مع بنتي لوحدنا، وأبوها خارج البلد، وما التقت به ولا مرة، فقط مكالمات هاتفية بينهم، مشاركتها مع الآخرين قليلة، بحكم أننا نعيش لوحدنا فوق منزل والدي، وبحكم مجتمعنا كامرأة مطلقة لا نطلع من البيت إلا عند الضرورة، وما تختلط بأطفال غير أطفال المدرسة، يعني مجتمعنا ضيق، وعلاقاتنا محدودة.

بنتي عنيدة جدا، وتغار من البنات في عائلتي، رغم أن لقائها معهن قليل جدا، ولا تحترمني وترفع صوتها علي، ولا تسمع الكلام، ومرات تشتمني، رغم أنها متعلقة بي جدا، وتحبني وتظل بحضني، بصراحة تعبت معها، وما تركت طريقة إلا اتبعتها معها، حتى أسرارها وأي شيء يصير معها بالمدرسة لا تشاركني فيه.

أنا ما قصرت معها بشيء، وأحن عليها، لكن نفسيتي تعبانة، ومرات أفقد أعصابي، ولا أتحمل عنادها، لكن صدقا تعبت ولا أعرف كيف أتعامل معها، لا أريد أن أقسو عليها، وبنفس الوقت لا أريد تركها على هذا الطبع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يحفظك ويحفظ ابنتك ويبارك فيكما ويرزقكما خيري الدنيا والآخرة.

بالطبع أختنا حتما ستجدين بعض المعاناة لعدة أسباب:

1- غياب دور الأب.
2- ممارستك دور الأب والأم في وقت واحد.
3- غياب الأسرة الممتدة التي تساعد.
4- العزلة المفروضة عليك وعليها.

وسنفصل في كل واحدة منها: للأب دور رئيس كما للأم في التوازن النفسي عند الأولاد، فما يحتاجه تربويا من الأب يختلف عن الأم، وهذا لا بد أن يترك فراغا عند الأبناء، ثم اجتهدت أنت فقمت بالدور الغائب أو المغيب بجوار الأمومة، وهذا ولّد ضغطا نفسيا عليك، مع عدم وجود دور بارز للجد والأخوال جراء العزلة المفروضة التي وضعتها أو التي وضعت لك.

هذه الأربعة حتما ستولد ضغطا عليك ينعكس سلبيا عليها، ويؤدى إلى ما ذكرت من ضيق وتوتر، ونحن نرى العلاج يكمن في عدة نقاط:

أولا: الاندماج في الأهل وخاصة الأقربين، ومشاركتهم حياتهم ومعيشتهم، وتبادل الخبرات في جو عائلي موسع.

ثانيا: البحث عن محضن آمن للفتاة، مثل بنات خالتها أو أخوالها أو جيرانها، المهم أن يكون معها من البنات في عمرها من تتحدث إليهم، والمهم كذلك أن يكونوا من ذوي الأخلاق الحسنة، أو تسجيلها في مركز لتعليم القرآن، وهذا سيساعدها كثيرا في اكتساب الأخلاق الطيبة وتحسن وضعها.

ثالثا: إحياء الدور التديني وغرز البعد الإيماني عند الفتاة، حتى تعلم وتؤمن أن لها ربا يكافؤها عند الإحسان ويحاسبها عند التقصير، وهذا له دور إيجابي هام لا ينبغي تغافله، مع المحافظة على الصلوات معا، وقراءة ما تيسر من القرآن معا ، والأذكار معا، كل هذا ولو قليل له عامل إيجابي.

رابعاً: اعتماد الحوار الهادئ معها سيكون عاملا إيجابيا، ولم يتم ذلك إلا بتخفيف الضغط النفسي عليك حتى تتحمل الأخطاء الطبيعية لفتاة في مثل عمرها.

خامساً: كثرة الدعاء لها، واحتساب الأجر مع الصبر.

هذا هو الطريق، ونرجو منك القراءة المعمقة في كتب التربية والحوار مع الأبناء، وهي كثيرة ومتوفرة على الشبكة الإسلامية.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، والله الموفق

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً