الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد ترك الأدوية رجع الوسواس، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من وسواس عدم إمكانية الجلوس، وأشعر بشيء في ظهري والقلق ليلا، فأستيقظ ولا أستطيع معاودة النوم، تعالجت لفترة بالأدوية، وتحسنت حالتي، لكن بعد إيقاف الدواء بخمسة أيام رجعت الحالة.

بعدها وصف لي الطبيب الفلوفوكسامين حبة مساء لمدة أربعة أيام، ثم حبة صباحا ومساء، مع البرومازيبام مرة مساء، علما أني قرأت على الإنترنت أن هذه الأدوية مع بعضها تزيد الآثار الجانبية، فهل الدواء فعال مع بعضه؟

علما أن الطبيب طلب مني مراجعته بعد ثلاثة أسابيع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر الشبكة الإسلامية، ونشكر لك تواصلك معنا.

نعم، ربما شُخِّص عندك الوسواس القهري، وإن كانت الأعراض التي ذكرت في سؤالك هي أقرب للاكتئاب منها للوسواس، حيث لم يرد في سؤالك ما يُشير إلى الوسواس، لكن على كلٍّ: كثير من الأحيان تأتي الأعراض الوسواسية مع بعض أعراض الاكتئاب، وكونك تحسّنت على العلاج الأول – والذي لم تذكره لنا – فهذا أمرٌ طيب، ومن المتوقع غير المفاجئ أن الأمور قد انتكست بعد إيقاف الأول – الذي لا نعلمه – بخمسة أيام، حيث رجعت الأعراض.

لا أدري هل الدواء الأول هو نفس الـ (فلوفوكسامين) الذي وصفه لك الطبيب؟! على كل حال: دواء الفلوفوكسامين هو مضاد للاكتئاب، من زمرة مضادات الاكتئاب التي تُؤثّر عبر مادة السيروتونين، فجيد أنك عليه؛ لأنه يُعالج الأعراض الموجودة عندك، سواء كانت هي أقرب للوسواس أو للاكتئاب، فهو مفيد في الحالتين على كل الأحوال.

أمَّا الدواء الـ (برومازيبام) فهو مضاد للقلق أو مُهدئ، وصفه لك الطبيب حبة في المساء ليُساعدك على النوم. أنا متأكد أن الطبيب سيوقف لك البرومازيبام، حيث إننا لا ننصح باستعماله مدة طويلة، لأنه ربما يُسبب الاعتياد أو الإدمان، بحيث يصعب عليك أن تنام من دونه.

أمَّا فيما يتعلق بالأعراض الجانبية أنك قرأت على الإنترنت أن الأدوية لها أعراض جانبية، فهذا صحيح، كل الأدوية لها أعراض جانبية، وعلينا أن نوازن بين التأثير الدوائي الفعّال العلاجي، وبين تحمُّل بعض الأعراض الجانبية ريثما يتم الشفاء.

ما أستفيد من سؤالك هو التالي: أنه يبدو أن عليك أن تستمر في علاج الوسواس أو الاكتئاب لعدة أشهر، ونحن نتحدث عن ستة أو تسعة أشهر، وإلَّا فإيقاف الدواء يمكن أن تعود الأعراض مجددًا، لذلك أنصحك بالمتابعة مع الطبيب الذي وصف لك الدواء، والغالب أنه سيطلب منك الاستمرار على مضاد الاكتئاب أو الوسواس لعدة أشهر، ومن بعدها إذا بقيت الأمور متحسّنة -بإذن الله سبحانه وتعالى- فيمكنك تخفيف الدواء تدريجيًا كما كانت البداية تدريجية، وكلُّ ذلك يكون تحت الإشراف الطبيب المعالج.

أدعو الله تعالى لك بالشفاء العاجل والصحة والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً