الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيق شديد واكتئاب وقلق وخوف من كل شيء

السؤال

مشكلتي في الحياة أنني دائماً أحس بضيق شديد واكتئاب لا يقل عن 4 مرات في الأسبوع، وقلق وخوف من كل شيء، أخاف من الموت أكثر شيء.

أخاف أن يصبني أو يصيب أحد من أهلي مكروه، أحس بأنني محبطة وإنسانة فاشلة، أفكر كثيراً، وأنام كثيراً، مما يؤدي إلى زيادة وزني وكثرة أكلي، مما يؤدي إلى كرهي الشديد للحياة أحس بأنني في دوامة اسمها الحياة، وصراع يستمر بداخلي بين الخير والشر.

لا أعرف ماذا أفعل؟ ولا أعلم ماذا أريد؟ تأتيني أوقات أحس بأني سعيدة وأوقات أحس أني تعيسة، مزاجي يتقلب ويتغير في لحظة، أهي أشياء عادية أم هي تعاسة فعلاً أم أني أتوهم؟

أظن أنه ليس وهماً، لأني دائمة البكاء من غير سبب معروف، أرجوكم ساعدوني، ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ تائهة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح من رسالتك أن شخصيتك قلقة ومتوترة، لديك شيء من عسر المزاج، ربما تقلب في المزاج أيضاً، وأرجو أن لا تنزعجي لهذه المسميات، فهي صفة من صفات الشخصية التي يتميز بها بعض الناس، وهي حقيقة قد تزعج الإنسان، ولكن لا نقول إنها كلها سيئة، فالقلق طاقة يمكن أن نوجهها من أجل الإنتاج والدافعية.

أولاً: نصيحتي لك أن تكوني دائماً في جانب التفاؤل، وأن تتذكري أن لديك مقدرات وأن لديك إيجابيات، وأن تحاولي أن تقللي من قيمة السلبيات، وعلى الإنسان أيضاً أن يسعى دائماً إلى أن يصحح مساره، وأن يكون منتجاً وفعالاً وفاعلاً في مجتمعه.

ثانياً: أرجو أن تعبّري عن نفسك وعن ذاتك، وأن لا تكتمي الأشياء في داخل نفسك، حتى لا تتراكم وتؤدي إلى نوع من الضيق والتوتر الداخلي.

ثالثاً: سيكون من المفيد لك جداً أن تقومي بعمل تمارين استرخاء، وهذه التمارين كثيرة ومتعددة، وتوجد كتيبات وأشرطة بالمكتبات، توضح كيفية القيام بها بالصورة الصحيحة، ومن أفضلها تمارين التنفس، والتي يستلقي الإنسان من خلالها في مكان هادئ ويغمض عينيه، ثم يأخذ شهيقاً عميقاً وببطء، يعقبه بعد ذلك الزفير بنفس الطريقة، كما أن هنالك تمارين يتخيل فيها الإنسان أنه يتحكم في عضلات جسمه، ويجعلها تسترخي.

هذه التمارين -كما ذكرت- مفيدة جداً، ويمكنك الاستعانة بالكتيبات أو الأشرطة، أو إحدى الاختصاصيات النفسيات المتدربات على هذه الطريقة العلاجية.

الجزء الأخير في هذه الاستشارة، هو أنني أريدك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والمخاوف، والدواء الأفضل بالنسبة لك هو العقار الذي يعرف باسم (بروزاك)، أرجو أن تأخذي منه كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ويمكنك في بداية العلاج أن تتناولي معه علاجاً آخر، يعرف باسم (فلونكسول)، وجرعته هي نصف مليجرام، أي حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أسابيع، ويمكنك بعد ذلك أن تتوقفي عنه، وتستمري على البروزاك لمدة ثلاثة أشهر كما ذكرت.

وختاماً: أسأل الله لك الشفاء والاستقرار.


والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن فاعله خير

    اقراءي دعاء الحزن والكرب والهم والله مجرب

  • السعودية الابذكر الله تطمئن القلون

    اجعلي لكي ورد يومي من القران كل انسان ياتيه الخوف والقلق فالانسان يحتاج الى من هو قادر على ازالة هاذه الاشيال هو الله عز وجل. الاستغفار من الذنوب والمعاصي يزيل الهم ويجلب الرزق المواصلة على الاستغفار وعدم الياس بل اكثري منه الى ان ياتي فجر الله اعلم اني اطلت لكني أريد لكم الخير والحياة السعيدة اللهم اغفرلنا جميعا

  • رومانيا سعاد

    انا مثل الاخت

  • مجهول النجمه المضيئه

    صح كلامش

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً