الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعالج من القلق والوساوس نهائيا؟

السؤال

السلام عليكم.

أصبت بكورونا، وعند الإصابة بكورونا أصبت بالخوف من الموت والقلق والتوتر وعدم النوم لوفاة اثنين من أصدقائي بالكورونا، وبقيت على هذا الوضع شهرين متواصلين، وكانت الأعراض عدم وجود شهية ووساوس ومزاج سيء، وعدم القدرة على الذهاب للعمل، وبعد ذلك قمت بالتواصل مع طبيب نفسي، فصرف لي دواء الميرنازابين ودواء السبرلاكس لمدة شهرين، وخلال المدة أصبت بوساوس جنسية ووساوس سلبية، فقمت بالذهاب لطبيب آخر، وصف لي السبرلاكس والمرتازابين واللوسترال 100 ملجرام، بالإضافة للبريكسال، وأخذت الدوائين معا لمدة شهر، وتحسنت قليلا.

بعد الشهر قام الطبيب برفع جرعة اللوسترال إلى 150، وقام بوقف البريكسال لعدم راحتي مع البريكسال نحو الطعام، لأنه يعمل على زيادة الوزن، وما زلت مستمرا على لوسترال 150 ما يقارب من شهر ويوم، ولكن توجد لدي مشكلة قلق بسيط وعدم ارتياح، مع أخذ الدوجماتيل عند اللزوم، ودواء اللوسترال ساعدني على تجاهل الوساوس، ولكن عندي نوع من الخوف والقلق من الوساوس وحدوثها مرة أخرى، هل يوجد دواء آخر يضاف لحالتي، أم أستمر على جرعة لوسترال 150 ودوجماتيل عند اللزوم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Moustafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: قطعاً جائحة كورونا سببت صعوبات نفسية كثيرة للكثير من الناس، وأحد هذه الصعوبات هي الخوف خاصة الخوف من الموت، وإن كان معظم الناس لا يفصحون عن ذلك، لكن هذا النوع من الخوف موجود مع القلق والتوترات الداخلية وكذلك الوسوسة.

الحمد لله أنت في خير ويجب أن تحقر هذه الأفكار وأن تتجاهلها وأن تصرف انتباهك عنها تماماً، والإنسان لا يستطيع أن يصرف انتباهه من الأفكار السلبية والمشاعر السلبية إلا إذا أحسن إدارة وقته ودخل في برامج يومية مفيدة، هذه البرامج يجب أن تشمل الحرص على العمل وإتقانه، التواصل الاجتماعي، الترفيه عن النفس بصورة معقولة، ممارسة الرياضة، الحرص على العبادات، وأن يعيش الإنسان حاضره بقوة، الماضي قد انتهى وموضوع الكورونا قد انتهى والحمد لله على ذلك، فيجب أن تعيش حاضرك الآن بقوة، ولا تخف حول المستقبل، وأوقف هذا القلق التوقعي، فالمستقبل بيد الله تعالى وما دام الحاضر جيداً وإيجابياً -إن شاء الله تعالى- يكون المستقبل كذلك، هذه هي نصائحي العامة لك.

أما فيما يتعلق بالعلاج الدوائي فيا أخي الكريم اللسترال وهو السيرترالين من أفضل الأدوية التي تعالج قلق المخاوف والوسوسة، وجرعة الـ 150 مليجراما هي جرعة علاجية مكتملة وممتازة، أنا أنصحك أن تواصل على الدواء بنفس هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل مع ضرورة التدعيم النفسي السلوكي، وبالنسبة للدوجماتيل وهو سلبرايد أريدك أن تتناوله بجرعة 50 مليجراما صباحا ومساء بانتظام لمدة 10 أيام، ثم تجعله 50 مليجراما صباحاً لمدة 10 أيام، ثم تتوقف عن تناوله، ولا مانع طبعاً من أن تتناوله في المستقبل عند اللزوم أو إذا كانت هنالك حاجة لذلك، الهدف من الجرعة الثابتة للسلبرايد في بداية العلاج هي أن نصل إلى مرحلة الإشباع والبناء الكيمائي الصحيح، هذا سيكون داعماً قوياً جداً لعقار اللسترال.

فإذاً لمدة 20 يوما استعمل الدوجماتيل وهو سلبرايد بنفس الطريقة التي ذكرتها لك حتى نتأكد أن مستوى وجود الدواء في الدم هو في المعدل المطلوب الذي يدعم فعالية اللسترال.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً