الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضعف الشغف والشعور بالتخبط، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكركم على الفرصة التي اتحتموها لنا لعرض مشكلاتنا بصدر رحب، وأرجو أن تعذرونا إن كان هنالك تخبط أو تكرار للأسئلة، فنحن في حالة لا يعلم بها إلا الله.

أنا  شاب عمري 24 سنة، عندما كنت طفلا كنت مفعما بالحيوية، ذا طموح، وكنت متفوقا جدا في الدراسة واللعب وكل شيء، وقد أحرزت مجموعا كبيرا أهلني لدخول الجامعة، وفي هذه الأثناء أصبت بالوسواس القهري والاكتئاب، وكانت بلادي تمر بأزمة سياسية كبيرة، مثلا أنا دخلت الجامعة 2017 ولغاية عام 2020 كانت الدراسة تسير بوتيرة بطيئة للغاية ومتقطعة جدا، وفي كل هذه السنوات كنت في المستوى الثاني الذي عادة يكون في سنتين.

المهم أني فقدت الشغف، وأردت العمل والزواج إلا أن أبي أصر أن أكمل الدراسة، وبسبب كل هذا تدنى مستواي الدراسي ورسبت في المستوى الثاني، وفي هذه الأثناء كان قد تدهور وضع أبي المادي، فجمدت الدراسة لمدة عام لكي أساعد أبي، إلا أن أبي توفي فجأة -رحمه الله-، وبعد ستة أشهر تعثرت أنا في العمل، وأفضل عمل وجدته كان بأجر 400 دولار في الشهر، وهو أجر يعتبر جيدا في بلادي، المهم أني تركته وقررت العودة للدراسة بتشجيع من أمي.

الآن عدت للدراسة، وليس لدي أي شغف، ولا أستطيع المذاكرة، ولا أعلم الحاجة لتخصصي في المستقبل، فأنا أدرس إدارة أعمال، وفي بلادي الأجور ضعيفة، وفكرت في الاغتراب، أنا وحيد أمي، فماذا أفعل للخروج من هذه الدوامة؟ هل أواصل الدراسة أم أتركها للعمل؟ لا أعرف ماذا أفعل؟

أشيروا علي رجاء.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قمر الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: نُعزيك والأسرة في وفاة الوالد رحمه الله، ورزقه الفردوس الأعلى.

ثانيا: في ذلك الزمن العمل عبارة عن معادلة من ثلاثة أطراف ( الشهادة + المهارة + العلاقات)، وأما الشهادة فعلى كونها طرفا ليس بالقوي، ولكنه هام جدا، كونه الواجهة لك التي يتم التقييم بها، وأما بقية العناصر ( المهارة + العلاقات) فهي العناصر الهامة في معادلة العمل، فالمهارة يجب أن تتوفر عندك، حتى ولو بسيطة، فأصحاب العمل ليسوا هيئات خيرية، كلهم هدفهم الربح، والعامل أو الموظف الماهر عندهم هو العملة الصعبة، فحاول أو تكتسب من الخبرات قدر الإمكان، أما الشق الثاني وهي العلاقات، فإن العلاقات هي رأس المال المُكمل للخبرة، فالإنسان من احتياجاته الأساسية في الحياة هي بناء علاقات بغيره، وقد قال الله تعالى: (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها) أي: من يَسْعَ لحصول غيره على الخير يكن له بشفاعته نصيب من الثواب، فكيف يحصل الشخص الخير لغيره دون أن تكون بينهما علاقة ما.

فالنصيحة أنه يجب عليك أن تُكمل دراستك، ولو على المدى الطويل، ولكن لا تستسلم، لاسيما وأن المُتبقي سنتان فقط، اعمل وادرس في نفس الوقت، وقسم السنتين على ثلاثة أو أربعة، بحيث تستطيع الجمع بين العمل والدراسة.

أخي الحبيب .. اختياراتك الآن يترتب عليها الكثير بعد ذلك، فتأن ولا تتعجل في أخذ قرارات تحت ضغط الحياة، كما تقول المقولة المشهورة لأحد الكتاب (أخشى أن أستيقظ يوماً في الأربعين لأجد أنني ضيعت حياتي بسبب خيار خاطئ اتخذته وأنا في سن العشرين).
فاستعن بالله، واستخر في كل خطوة.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً