الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكن الاستدلال على الطهر من الحيض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

استفساري حول موضوع القصة البيضاء للطهر من الحيض، هل المذي أو الإفرازات الطبيعية مختلفة عن القصة البيضاء أم هي نفسها؟

إن كانت مختلفة فهل نزول المذي أو الإفرازات الطبيعية بلونها الأصلي الأبيض أو الشفاف علامة على الطهر، أم يجب انتظار القصة البيضاء؟

مشكلتي عند الذهاب للتحقق من الطهر أجد إفرازات، غالب الظن أنها مذي؛ لأن لونها أبيض أو شفاف بدون صفرة أو كدرة، وبعد ذلك تنزل إفرازات صفراء بلون فاتح، لا أدري كيف أحدد علامة الطهر، وهذا الأمر جعلني في حيرة، أرجو منكم الرد.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hyfaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سأشرح في هذا الموضوع من الناحية العلمية البحتة، حيث أن بطانة الرحم قبل نزول الدورة تكون كاملة البناء ومستعدة للبويضة المخصبة للانزراع فيها كعش الطائر، ونحن هنا نتكلم مع فتاة غير متزوجة، وفي نهاية الشهر يضمر ويموت جراب البويضة الذي يفرز هرمون بروجيستيرون الذي يبني بطانة الرحم.

ومع موت الجراب ونقص هرمون بروجيستيرون تبدأ بطانة الرحم في التساقط التدريجي، ولذلك فإن أول يوم أو يومين من الدورة تكون خفيفة، إفرازات بنية مائلة للحمرة، ومع اكتمال نقص هرمون بروجيستيرون يتسارع تساقط بطانة الرحم في اليومين التاليين، وعندما تبقى خلايا قليلة من البطانة تتحول إلى الصفرة، ومع انتهاء البطانة تماما تتحول إفرازات الرحم إلى اللون الشفاف؛ لأنها غير مختلطة بكرات دم حمراء إيذانا بالطهر.

والدورة الشهرية تختلف من فتاة إلى أخرى، سواء في عدد أيام سقوط الدم -الدورة الشهرية/ من 3 إلى 5 أيام، أو عدد أيام الشهر 28، وهو المتوسط، وقد تكون طبيعية إذا كانت أكثر من 21 يوما وأقل من 34 يوما، وفي اليوم الخامس تتحول الإفرازات البنية إلى صفراء ثم شفافة، وقد يكون لأهل الشرع وصفا وعلامة للطهر من الدورة فلا مانع من الاستفادة بعلمهم.

وندعو الله لك بالعافية والسلامة.
—————————————————————

انتهت إجابة: د. منصورة فواز سالم … طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
وتليها إجابة: د. أحمد الفرجابي .. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.

—————————————————————

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وخيراً، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونتمنى أن لا تخلطي على نفسك حتى لا يتطور الأمر إلى وسوسة، واعلمي أن القصة البيضاء تختلف عن المذي الذي هو شفاف وينتهي بمجرد إذا نشف فإنه لا يكاد الإنسان يعرف مكانه، كما أن الإفرازات الطبيعية مختلفة.

فجعلي تركيزك على القصة البيضاء وبعدها إذا جاءت كدرة أو صفرة فلا عبرة بها، لقول أمنا عائشة كنا لا نعد الكدرة أو الصفرة بعد الطهر شيئاً، فالعبرة بنزول هذه المادة البيضاء التي تختلف عن الإفرازات وتختلف عن المذي الذي هو كما قلنا سائل زجاجي شفاف جداً وإذا نشف فإنه لا يعرف مكانه على الثوب.

كما أرجو أن لا تشغلين نفسك بكثرة التفتيش والتنبيش، فأمنا عائشة عندما كانت النسوة يرسلن لها الكرسف عليه الأثر كانت تقول لا تستعجلن حتى ترين القصة البيضاء، فإذا نزلت هذه القصة البيضاء فلا عبرة بما ينزل بعدها.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير وأن يلهمك السداد والرشاد، وحبذا أيضاً لو كان هناك حولك داعيات فاضلات يمكن أن تشرحي لهن الأمر، بل يمكن أن يساعدنك في معرفة هذه المسائل ونسأل الله لنا ولكن التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً