الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتار في مساري المهني، أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على ما تقومون به من خدمة هذا الدين العظيم بفتاويكم وتوجيهاتكم.

تخرجت في كلية الهندسة عام 2017، ثم انتهيت من الخدمة المدنية عام 2019، ومنذ ذلك الوقت وأنا محفظ قرآن في إحدى المدارس القرآنية، وصراحة لما توجهت لهذا المجال لم تكن نيتي تحفيظ القرآن بل توفير وقت لطلب العلم، ثم جاءت نية تحفيظ القرآن بعد ذلك -بحمد الله- استفدت كثيرا جدا في هذه السنوات في طلب العلم الشرعي حتى صار الشيخ الذي أدرس عليه يحيل إلي بعض الطلبة لتدريسهم النحو والفرائض وغيرهما، والسبب في ذلك أن دوام المدرسة ينتهي بعد صلاة الظهر بساعة وبقية الوقت كله لي، أما لما كنت في مجالي كنت أرجع متأخرا، وأيضا حفظ بعض الطلاب القرآن علي يدي في هذه المدرسة.

والله أنا لا أريد ترك هذا الخير والإقبال على الدنيا، لكن مرتبي نعم يكفيني -بحمد الله-، ولكن لا يعينني على الزواج، فأنا في صراع شديد مع نفسي، هل أترك المجال وأبحث عن عمل آخر ربما وجدته وربما لم أجده أصلا؟ خاصة في بلد فقيرة مثل بلدنا السودان، وحيرتي الأخرى أن أتجه لأي مجال.

فكرت أن أدرس دراسات عليا في الشريعة لأحافظ على وقتي في طلب العلم، وربما أجد فرصة للتدريس في إحدى الجامعات، وفكرت أيضا في مجال الحاسبات لحبي للمجال، وفكرت أيضا في تحضير الماستر في الهندسة المدنية مجالي، خاصة وإني لم أعمل في المجال قط، كل هذه الأفكار صارت تراودني فقط في آخر شهرين، وقبل كنت مطمئنا جدا خاصة مع تشجيع الوالدة لي على الاستمرار في طلب العلم وتحفيظ القرآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

فلا شك أن طلب العلم وتحفيظ القرآن من أفضل الأعمال وأجلها؛ ولعلك تدرك حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الذي رواه البخاري وغيره: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر 29]. فهذه إحدى الأدوات العظيمة في ميدان السباق إلى الآخرة، لكن مع ذلك لا بد من التوازن في طلب المعيشة مع المحافظة على قدر صالح من الأعمال الصالحة التي تقرب العبد إلى ربه، (ولا تنس نصيبك من الدنيا..).

فإذا كان وضعك يساعدك على الاستمرار في هذه المهنة الشريفة، مع إمكانية مواصلة الدراسات العليا في ذات المجال وربما حصلت على فرصة وظيفية، فهذا أحد الخيارات التي طرحتها بنفسك.

والخيار الثاني هو التخصص في أحد المجالين: الحاسبات أو الهندسة، ولا شك أن الاختيار تحكمه عدد من المؤثرات، منها:
- قوة ميلك وحبك للتخصص، فهذا سيجعلك تبدع في هذا المجال، وتضحي من أجله.
- مدى ملاءمته لسوق العمل بعد التخرج وسهولة الحصول على وظيفة.
- التكاليف المادية.

ولا تستمع كثيرا لاختيارات الناس حولك أو تشجيعهم لك، فهم يختارون لأنفسهم وليس لك! المهم هو قناعتك الشخصية ضمن الضوابط المذكورة أعلاه.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً