الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التوتر ونسيان ما أعددته عند مواجهة الجمهور، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشكلة تتعبني كثيرًا، فأنا أحب العلم الشرعي جدًا، وأسعى إلى طلبه، لكن توتري عند نشر العلم يمنعني من نفع الناس به، فمنذ فترة قريبة قررت تقديم درسٍ قصيرٍ مع مجموعة صغيرة، أعددت له مسبقًا، وفي وقت الدرس نسيت كل شيء، واحمر وجهي أمام الناس، ولا أدري ماذا كنت أقول.

هذا الموقف دفعني للنفور من لقاء الأشخاص أنفسهم، وكلما تذكرت ما حدث أشعر بالندم الشديد، وهذا الأمر يبعدني عن الدعوة، وأشعر بنفس الوقت بأهمية نشر العلم طالما تعلمته.

هل أتوقف عن التعلم حتى لا أُكلف بأمر الدعوة، أم ماذا أفعل لتجاوز هذا الأمر؟

مع العلم أنني لا أمانع من تعليم الأطفال، لكن المشكلة تظهر عند تعليم الكبار أو من هم بسني.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيبه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر الشبكة الإسلامية، ونشكرك على تواصلك معنا من المملكة المتحدة.

أحمد الله تعالى لك أولاً على حبك للعلم، وعلى رغبتك في نشر العلم وتعليم الناس.

إن ما تعانين منه -أختي الفاضلة- هو أمر طبيعي يعاني منه كل من يبدأ بالحديث أو الإلقاء أمام الآخرين، وهو يندرج تحت عنوان الرهاب الاجتماعي، حيث يجد الإنسان حرجاً شديداً من الحديث أو الإلقاء أمام جمع من الناس، سواء كانوا قلة أو كثرة، ويمكن أن يرافق هذا الارتباك تسارع ضربات القلب، واحمرار الوجه، والارتعاش، وغيرها مما ورد في سؤالك.

الخطأ الذي يقع فيه من يشعر بهذا أنه يبدأ بالنفور كما ورد في سؤالك، يبدأ بالنفور من الإلقاء أمام الآخرين، أي التجنب، التجنب هذا لا يحسن الحالة أبداً بل يزيدها تفاقماً، وعكس التجنب هو المواجهة والإقدام، فأنصحك ألا تتجنبي وإنما تقدمين على هذا، وتبادرين إليه.

ويمكن أن يكون هذا على ثلاث مراحل أو درجات:

الدرجة الأولى: وأنت بطبيعتك الآن مرتاحة لها وهي تعليم الأطفال والإلقاء أمامهم، فهذا جيد سيكون عندك ثقتك بنفسك، ويعينك على الاعتياد على الوقوف والحديث مع الآخرين، وإن كانوا أطفالاً.

الدرجة الثانية: أن تحاولي الإلقاء على مجموعة صغيرة جداً، ربما شخصين أو ثلاثة على الأغلب، وبحيث أيضاً تبدئين بالاعتياد على الإلقاء وتجاوز مشاعر القلق والتوتر، إن بعض هذا التوتر والقلق يدفعك ككل الناس إلى التحضير والإعداد بالشكل الكافي.

المرحلة الثالثة: أن تصلي إلى مرحلة، أقول لن يختفي هذا التوتر والقلق بالكلية فكل الناس حتى أنا أو من يلقي المحاضرات على مجمع كبير من الناس نشعر ببعض القلق والتوتر، وهذا أمر طبيعي يدل على احترامك للمادة العلمية التي بين يديك، وعلى احترامك للحضور، فأقول بالمرحلة الثالثة ستصلين إلى درجة جيدة مقبولة من الارتياح والثقة بالنفس لتتجاوزي هذا الرهاب الاجتماعي.

لا أعتقد أنك تحتاجين إلى علاج دوائي، ولكن إن استمرت الحالة فهناك دواء بسيط خفيف يأخذه عادة من يتحدث أمام الناس من سياسيين وممثلين، بحيث أنه يخفي الأعراض البدنية من توتر وتسارع للقلب واحمرار الوجه لمدة ساعة أو ساعتين، لا أعتقد أنك تحتاجين لهذا، والتدريب هو خير علاج.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة ونفع الله بعلمك، وأدعوك إلى المزيد من التعلم وقل ربي زدني علماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً