الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعالج من القلق والتوتر، وتتعالج أمي من الاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 31 سنة، منذ أن بدأت الكورونا أصابتني أعراض القلق والتوتر، ولم أستطع التخلص منها، مع العلم أن الطبيب أعطاني البرازولام 0،25 عند اللزوم، وأصبحت الكتمة وضيق الصدر يوميا، وأخاف من الجلطة، فما الحل؟ وأريد الخروج منها من دون طبيب نفسي، أنا لست قلقة، فلماذا لدي الأعراض، وتأتيني وقت الفرح، وتجعلني أخاف ويتغير مزاجي للأسوأ.

سؤال آخر عن أمي: توفي أبي قبل سنة تقريبا، وخالي شهرا قبله، وجدي من أمي منذ سنوات، فأصبحت أمي كالطفلة بعد العدة، تنسى كثيرا، وتسأل السؤال أكثر من مرة، ولا تستطيع التركيز، كيف يمكن أن تعود أمي كما كانت إلى طبيعتها؟ كيف تتعالج من الاكتئاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العنود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة-، ونشكرك على تواصلك معنا عبر الشبكة الإسلامية.

في سؤالك موضوعان، الأول موضوعك أنت والثاني موضوع الوالدة -حفظها الله-، بالنسبة لموضوعك نعم كثير من الناس ما زالوا لم يخرجوا من ما أثرت فيه جائحة الكورونا، فبعض الناس ما زال عندهم بعض الرهاب والوسواس القهري أو حتى الاكتئاب مما حصل في تلك الفترة العصيبة التي أصابت الجميع، بعض الناس لم يخرجوا وإن كان غالبية الناس تجاوزوا هذا ولأسباب كثيرة تتعلق بجو حياة الإنسان وطبيعته وظروفه الخاصة.

يبدو أنك ذهبت إلى طبيب ووصف لك البرازولام 25 بالمائة، حقيقة لا أنصح بالاستمرار عليه وإن كنت تأخذيه عند اللزوم فقط، فهو من مجموعة البنزواديازبين والتي هي يمكن أن تسبب الاعتياد أو الإدمان بحيث تجدين صعوبة في إيقافه، ربما الأفضل منه أخذ مضادات الاكتئاب وإن كان الاكتئاب ليس واضحا عندك، ولكن سأذكر لك دواء استالبرام أو السبرالكس وهو مضاد للاكتئاب ولكنه يفيد في حالات الرهاب والقلق والتوتر كالذي وصفت في سؤالك، يمكنك أن تبدئي بـ 10 مليجرامات يومياً ومن ثم بعد أسبوع، إن لم تجدي التحسن المطلوب يمكن أن ترفعيها إلى 20 مليجرام، وهو لا يسبب الاعتياد أو الإدمان، وإن كنا عادة ننصح من الأدوية النفسية تأخذ تحت إشراف الطبيب.

أما بالنسبة لوالدتك -حفظها الله- فرحم الله والدك وخالك وجدك، لا شك كانت هذه فترة عصيبة عليكم جميعاً وخاصة على والدتك التي بدأت كما وصفت تنسى كثيراً وتسأل وتعيد نفس السؤال إلى آخره، هناك احتمالان لما يمكن أن يكون حاصل مع والدتك، الأول ربما يكون هو اكتئاب مقنع نسميه الخرف الكاذب أو العته الكاذب الذي هو يبدو وكأنه مرض فقدان الذاكرة بما يشبه الزهايمر أو العته، إلا أنه في حقيقته اكتئاب ولكنه مقنع، إذا كان هذا فيعالج عادة عن طريق أحد مضادات الاكتئاب، وربما الذي ذكرته لك الاستالبرام أو السبرالكس، الاستالبرام هو الاسم العلمي للدواء التجاري السبرالكس، الاحتمال الثاني عند والدتك أنها ربما بدأت تعاني من فقدان الذاكرة العته أو الخرف أو الزهايمر تقريباً هي مترادفات، في كثير من الأحيان قد لا نلاحظ هذا المرض بوجود الزوج ولكن بعد وفاته حيث كانت معتمدة عليه يذكرها ببعض الأمور تنكشف الأمور وتظهر إلى السطح، هذا احتمال.

على كلٍ إن كان مجرد الخرف المقنع أو الكاذب الذي في حقيقته اكتئاب، أو كان حقيقة الزهايمر فكلاهما في حاجة إلى تقييم الطبيب النفسي ليشخص أولاً، ثم لينصحكم بالخطوات التالية للعلاج، ومساعدة والدتك على التكيف مع الحياة بعد فقدان الأعزاء في حياتها، زوجها وأخيها ووالدها.

أدعو الله تعالى لك وللوالدة بالصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً