الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة التفكير بالموت مع خوف شديد ورجفة

السؤال

منذ نحو ٤ أشهر أجريت عملية جراحية، وبعدها بأسبوع حدث لي حادث سيارة -ولله الحمد- ثم حدثت مضاعفات للعملية السابقة، وأجريت عملية جراحية أخرى منذ شهر تقريباً، والحمد لله، أتماثل للشفاء، ولكن منذ أسبوع أصبحت فجأة أفكر بالموت.

لا يخلو نهاري كله من التفكير يصحب ذلك خوف، ورجفة وعدم تركيز، رغم إيماني بالله ومحافظتي على صلاتي، وأن خوفي لا يفيد، ولكل أجل كتاب، وأني مقبلة على الله، وأعرف ذلك جيداً، وأقرأ أذكاري وأتقي الله في عملي وأولادي وزوجي وأهلي جميعاً.

بعد اطلاعي على الموقع أخذت دوجماتيل ومودابكس، لكن شعرت بألم شديد في الثدي، ولم أشعر أساساً بتحسن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية، والحمد لله تعالى على سلامتك بعد إجراء هذه الجراحات والحادث الذي حدث لك.

المخاوف من الأمراض تكون مرتبطة بأحداث حياتية مثل الذي حدث لك، والذي يظهر لي أنه في الأصل لديك الميول للمخاوف، وهذه لا تُعتبر حالة مرضية، بل هي مجرد ظاهرة.

تعاملي مع هذا النوع من المشاعر على نفس النهج الإيماني الذي تنتهجينه الآن، واصرفي أيضًا انتباهك عن الفكر السخيف.

نحن دائمًا نقول للناس: يجب أن نخاف من الموت خوفًا شرعيًّا، ولا نخاف منه خوفًا مرضيًّا، أنت -الحمد لله- نحسب أنك على درجة من التقوى والأيمان، وتحافظين على عباداتك، وأمر الموت في هذه الحالة يجب أن تكون قناعاتك نحوه قناعات شرعية مطلقة، تقوم على مبدأ {إن أجل الله إذا جاء لا يُؤخّر}، والأعمار بيد الله، وأن تعيشي الحياة بقوة وبإنتاجية وإقبال، تعيشيها بأمل وبرجاء، وحين يأتي الموت سيأتي ولا شك في ذلك.

إذًا المخاوف المرضية هذه لا داع لها أبدًا، وأنت -الحمد لله- حياتك مليئة بالإيجابيات، لديك الأولاد، لديك الزوج، لديك الأسرة الكريمة، لديك العمل، لديك التعليم، لديك الدّين، والحمد لله تعالى حتى وإن كانت هناك معاناة مع هذه الجراحات التي أجريتها، لكن الآن من الواضح أن النتائج العلاجية ستكون رائعة جدًّا.

أن تشغلي نفسك بما هو مفيد أيضًا سوف يصرف انتباهك عن هذه المخاوف. أن تُحسني إدارة وقتك، بجانب أعمال البيت والواجبات الوظيفية، طبعًا الاهتمام بالأولاد وبالزوج، القراءة، الاطلاع، ممارسة بعض التمارين الرياضية، التواصل الاجتماعي المفيد، خاصة مع الأهل. القيام بالواجبات الاجتماعية، تجنُّب السهر ... هذا كلُّه يجعلك إن شاء الله تعالى تنتقلين إلى وضع إيجابي جدًّا من ناحية الصحة النفسية وكذلك الصحة الجسدية.

بالنسبة للأدوية: الدوجماتيل يجب أن تتوقفي عنه مباشرة، لأنه هو الذي سبب لك الألم بالثدي، حيث أن الدوجماتيل تناوله يُؤدي إلى ارتفاع في هرمون الحليب، ويكون هذا الارتفاع نسبيًّا لدى بعض النساء، وهذا يُؤدي إلى تحقُّنٍ بالثدي، فهذا أرجو أن تتوقفي عنه.

المودابكس دواء ممتاز، فاعل، استمري عليه، والجرعة يجب أن تكون مائة مليجرام، إذا كنت تتناولين الآن حبة واحدة اجعليها حبتين يوميًا، واستمري على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم اجعليها حبة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول المودابكس. دواء ممتاز، السيرترالين نعتبره من الأدوية الممتازة جدًّا.

هناك دواء مقابل للمودابكس، وهو الـ (اسيتالوبرام) والذي يُعرف تجاريًا باسم (سيبرالكس) أيضًا من الأدوية الرائعة جدًّا لعلاج هذا النوع من المخاوف، لكن أعتقد أن المودابكس سيكون كافيًا جدًّا، أسأل الله أن ينفعك به، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً