الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس قهرية متعلقة بأمور العقيدة يلحقها ضيق في الصدر وفقدان شهية

السؤال

أنا امرأة متزوجة، وأبنائي خمسة، ملتزمة دينيا، ومنذ التزامي أصابتني وساوس في العقيدة، وشعرت بضيق بالصدر وشعور بالقيء وفقدان الشهية، والحمد لله تقيأت قيئا لونه أصفر، وهذا الكلام منذ أشهر، وما زال ضيق الصدر موجودا، ما الحل؟

نرجو الإفادة وبارك الله فيكم، أم محمد من فلسطين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحمد لله الذي أنعم عليك بنعمة الذرية، ونعمة الالتزام بالدين.

أتفق معك تماماً أن الوساوس القهرية تسبب للإنسان الكثير من المضايقة، خاصةً حين تكون حول العقيدة، وهي التي تسبب بالطبع الضيق في الصدر، وكما ذكرت قد تظهر أعراض جسدية أخرى، مثل الشعور بالغثيان وفقدان الشهية، وضيق الصدر الذي يحدث هو ناتج عن القلق المصاحب لهذه الحالة.

أولاً: أرجو مخلصاً أن تعملي جاهدة على محاربة هذه الوساوس، بأن لا تعطيها أي قيمة وأن تحقريها، وأن تستبدلي الفعل الوسواسي أو الفكرة الوسواسية بفكرة مخالفة لها، وعليك أن تداومي على هذه التمارين بصفة يومية، وسوف إن شاء الله تضعف لديك كثيراً هذه الوساوس، وبضعفها سوف تجدين أنك أصبحت أكثر ارتياحاً.

الجانب الآخر من العلاج هو استعمال الأدوية المضادة للضيق والوساوس، وهي الحمد لله الآن كثيرة جداً، من أفضلها الدواء الذي يعرف باسم زولفت، وجرعته هي 50 مليجراماً، أي حبة واحدة في اليوم، تتناولينها لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكن أن ترفعي الجرعة إلى حبتين في اليوم، وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضي الجرعة إلى حبة واحدة لمدة شهرين.

هذا الدواء إن شاء الله من الأدوية المفيدة والأدوية البديلة كثيرة منها: زيروكسات، وبروزاك، وسبراليكس.

وإذا كان الزولفت، أو الأدوية السابقة غير متوفرة في فلسطين، فيمكن استعمال الدواء الذي يعرف باسم أنفرانيل، وهو من الأدوية القديمة، ولكنه فعال في علاج الوساو، فقط ربما يسبب بعض الآثار الجانبية كالشعور بالجفاف في الفم وثقل بالعينين، وهذا غالباً يكون في الأيام الأولى للعلاج، ويختفي بعد الاستمرار على العلاج.

جرعة هذا الدواء هي 25 مليجرام ليلاً، لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بنفس هذا المعدل أي 25 مليجرام كل أسبوعين، حتى تصل الجرعة إلى 75 أو 100 مليجرام في اليوم، وأقل مدة للعلاج هي ستة أشهر على هذه الجرعة، بعدها يمكن أن تبدئي في تخفيض العلاج بواقع 25 مليجرام كل أسبوعين، حتى يتم التوقف عنه.

أرجو أن أؤكد لك أن هذه الوساوس وهذا الضيق سوف ينتهي تماماً، فقط عليك اتباع الإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي وصفته لك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً