الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس الإعجاب بالفتيات تستحوذ على تفكيري، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الوسواس منذ أكثر من عشر سنوات، أستطعت التغلب عليه لفترة جيدة من الزمن، وعاد الآن بشدة، وسبق أن أرسلت لكم وتمت الإجابة على استفساري.

أنا في انتظار رجوع الطبيبة من العطلة حتى أراجعها، وتصف لي الدواء.

في الوقت الحالي لدي وساوس تقول أنني أعجب بالبنات رغم خوفي من الله، واليوم مثلًا رأيت فتاة شابة غير محجبة أحسست بقشعريرة وخفت أن يكون شعورًا بالإثارة أو غيره يستوجب الغسل، وشعرت كأن شيئًا نزل مني، لكني لم أتحقق منه، وتجاهلت هذه الأحاسيس، وعاملتها بأنها إفرازات عادية، لا ألتفت لها وتوضأت وصليت، هل أواصل التجاهل والله عليم بهذا البلاء، أم ماذا أفعل؟

مع العلم أنني عندما تزوجت انقضت عندي مثل هذه الوساوس بنسبة تفوق 90‎%‎، لكنها عادت بعد مشاكلي العديدة مع زوجي.

بارك الله في جهودكم وصبركم على أسئلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amani حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

هذا بالفعل وسواس مؤذي للنفس لأنه ذو محتوى جنسي، والشعور بالإنجذاب نحو بنات جنسك لا شك أنه أكثر إيلامًا للنفس، لأنه بالواقع أمر بشع على النفس الإنسانية التي هي أصلاً قائمة على الفطرة، -أيتها الفاضلة الكريمة- طبعاً الوساوس تكون ملحة ومستحوذة، ولكن ما دام الإنسان يرفضها ويتقزز منها ويبغضها ويسعى للتخلص منها هذا فيه خير كثير جداً.

أريدك أن تتعاملي مع هذه الوساوس بأسلوب التنفير والتحقير، التنفير: هو أن تتخيلي هذا الوسواس، وفجأة وأنت في قمة التخيل تقومين بالضرب على يدك بقوة وشدة على جسم صلب، ويجب أن تحسي بالألم، وتربطي هذا الألم مع الفكر الوسواسي، الربط بين الألم والفكر الوسواسي لا شك أنه سوف يضعف الوساوس، وأيضاً حاولي أن تستجلبي رائحة كريهة وتقومي بشمها، وفي ذات الوقت تتخيلي هذا الوسواس، هذه التمارين تكرر 20 مرة بمعدل مرة إلى مرتين في اليوم، وأنت تحتاجين أن تبدئي الدواء حقيقة، لا تتأخري أبداً عن تناول الدواء، لأن الدواء قطعاً سوف يكبح جماح هذا الوسواس، وسوف يفتته تماماً و-إن شاء الله تعالى- من خلال تجاهلك ومقاومتك سوف ينتهي الوسواس تماما.

أتمنى أن تحضر الطبيبة في أسرع فرصة ممكنة لتتمكني من مقابلتها والبدء في تناول الدواء، وإن تأخرت الطبيبة فيمكن أن الحصول على الدواء من الصيدلية، وفي كثير من البلدان يسمح بصرف هذا النوع من الأدوية دون أي وصفة طبية.

أيضاً حاولي التخلص من الفراغ الزمني والفراغ الذهني، لأن حسن إدارة الوقت والاستفادة من الوقت على الوجه الأكمل لا تعطي مجالًا للوسواس، وأكثري من الاستغفار وقول: (آمنت بالله، آمنت بالله)، حيث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نصح من اشتكى من الوساوس من الصحابة أن يقول الواحد منهم: (آمنت بالله، آمنت بالله)، بعد أن ينتهي، أي بعد أن يحقر الوسواس ولا يتجاوب معه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً