الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تقلب المزاج والتوتر والقلق، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

اسمي محمد، عمري ٢٦، تعرضت إلى موقف في صغري جعلني منعزلًا ومقللًا لذاتي، وأشعر بالحرج لأتفه الأسباب، ولدي رهاب اجتماعي ضعيف، مرات أتغلب على الرهاب ولكن حتى مع تغلبي عليه أدخل في حالة فيها ضعف من التركيز والتوتر وسهو العقل، حتى مرت تلك الفترة صرت اجتماعياً بحال أعراضه مخففة من الحال الذي يحدث عند تغلبي على الرهاب، ويحدث لي توتر بين المتوسط والضعيف، استمر هذا الحال فترة طويلة من الزمن.

حالتي الآن منعزل اجتماعياً لا أخرج من البيت، مدمن على التدخين، ضعيف في التعبير عن النفس و التحدث، سريع الاهتياج أحياناً، وقانط أحياناً أخرى، وعندي القليل من الرهاب الاجتماعي، أشعر به أحياناً وأحياناً لا أشعر به (لكن أشعر أن جسدي مبرمج عليه)، وعندي مزاج متقلب، واكتئاب يتراوح بين الضعيف والمتوسط، عندي توتر ومخاوف ضعيفة، يتذبذب مقدار التوتر عند اختلاطي بالناس، مرة أشعر به فلا أفهم حديثهم بسببه، وهم أيضاً لا يفهمونني بسببه، ومرة الأمور طبيعية ولكن نتيجة كل ما سبق فكري يختلف عن فكرهم، أشعر أحياناً أني عجوز، أقضي معظم وقتي أشاهد الأفلام والأنترنت، الخلاصة نفسيتي متذبذبة ومتقلبة أغلب الوقت.

الآن أريد أرجع إلى الحياة وأجد عملاً (حرمت منهما بسبب وضعي وشخصيتي)، وأعدل من شخصيتي التي تدمرت بسبب كل هذه الأحاسيس، فهل هناك علاج يساعدني في تحسين مزاجي واكتئابي وتوتري ومخاوفي، التي بسببها أشعر أن لدي انفصام أحياناً، أفكر في Tofranil 50 أو 25 فهل يساعد في حالتي هذه؟

وشكرا لكم مقدماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بني- عبر اسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم نتيجة ما مررت به في طفولتك ونتيجة وضعك الحالي ونمط حياتك اليومي أصبحت منعزلاً اجتماعياً، وكما ذكرت أنك أيضاً مدمن على التدخين وتقضي معظم وقتك على الأفلام والإنترنت، فبهذا أنت دخلت في دائرة معيبة، فنمط الحياة السلبي هذا أثر على نفسيتك المتذبذبة والمتقلبة كما وصفتها، -أخي الفاضل- النفسية المتذبذبة والمتغيرة التي وصفتها إنما هي نتيجة نمط حياتك اليومي، وقد استغربت أنك ذكرت الكثير من المصطلحات النفسية، كالقلق، والتوتر، والاكتئاب، والخوف، والرهاب، وحتى الفصام، فهذا ليست هي المقاربة الصحيحة لما تعاني منه بجمع كل هذه المصطلحات النفسية المرضية.

على كلٍ ما يعينك -أخي الفاضل- عدة أمور أهمها: تغيير نمط الحياة الذي وصفت، فهو أضعفك نفسياً وبدنياً واجتماعياً، عليك بتغيير هذا النمط. ذكرت في سؤالك أنك تريد أن تغير شخصيتك، وإذا قلت لك أنصحك بتغيير شخصيتك فلن تستطيع، فالأمور ليست بهذا الشكل، ولكن أقول لك عبارة عامة أرجو أن تفكر فيها، أقول لك: غير عاداتك تتغير شخصيتك، أي أعد النظر كيف تقضي وقتك وأين ومع من، يا ترى كم سيجارة تدخن في اليوم، وأنا هنا لا أقترح عليك الآن بإيقاف التدخين فأنت لن تفعل وربما لن تقدر عليه دفعة واحدة، ولكن أقول ابدأ بالتقليل التدريجي من عدد السجائر التي تدخنها، فأنت أدرى بالآثار السلبية النفسية والبدنية من التدخين.

لا بد أن يتضمن برنامجك اليومي الصلوات الخمس، بالإضافة للرياضة وخاصة التي خارج المنزل، كالركض والمشي، أيضاً عليك بالصحبة الصالحة إن وجدوا من حولك، في هذه المرحلة لا أنصحك بالعلاج الدوائي قبل القيام بكل ما سبق، ولكن إن طالت المعاناة وعجزت عن التغير المطلوب في نمط حياتك اليومي، فعندها يمكن أن تراجع العيادة النفسية ليضع لك المعالج الخطة العلاجية الشاملة والتي ربما تتضمن العلاج الدوائي كالأنفرانيل أو غيره من الأدوية، ولكن ليس قبل تغيير نمط الحياة.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية والاستقامة وراحة البال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً