الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخص يشعر برهاب اجتماعي كبير وكراهية الناس له

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
إخواني في الله! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي هي أنني شاب جامعي، درست في إحدى كليات التربية بمصر، وتخرجت، واشتغلت بإحدى المدارس الابتدائية، وأنا أكبر إخوتي، والدي متوفى منذ 10 سنوات، وأعيش مع أمي الحبيبة، حالتي الاجتماعية متوسطة الحال والحمد لله.

أشعر بانقباض وتسيب في قدماي عند النوم، مع دوران وتشتت في رأسي أيضاً عند النوم، حالي لا يسرني؛ فأنا أشعر أني تعيس! علاقتي مع الله يلحقها خوف ورهبة ورجاء، أخاف يوماً تشخص فيه الأبصار، أشعر وكأني حشرة أو قلم فارغ، وشعوري هذا يحزنني، وباختصار أنا أخاف مقابلة الناس، وأشعر برهاب اجتماعي فظيع، أشعر أن الكل يكرهني، تربيت صغيراً على الخوف والفزع، وأنا الآن أشكو حالي إلى الله أولاً ثم لسيادتكم.

أفيدوني رحمكم الله، فأنا مفكك! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه المشاعر السلبية والخوف والشعور بالإحباط وعدم التأكد من الذات هي في الواقع علامة من علامات القلق والاكتئاب النفسي البسيط، فالاكتئاب النفسي يمكن السيطرة عليه ويمكن القضاء عليه بصورة تامة عن طريق التفكير الإيجابي.

الكثير يقول: إن هذا الأمر سهل من الناحية القولية ولكنه صعب من الناحية العملية، ونقول أنه أيضاً سهل من الناحية العملية إذا أراد الشخص فعلاً أن يتغير، فأنت إذن -يا أخي- مطالب بأن تنظر للأشياء الإيجابية في حياتك وأن تركز عليها وتنميها.

أنت -والحمد لله- مع والدتك، ومن الواضح أنك بار بها، وهذا فيه فضل كثير إن شاء الله، كما أنك والحمد لله تراقب نفسك من ناحية عباداتك وفي هذا خير وعمل إيجابي، كما أنك متعلم ولك وظيفة، هذه كلها أمور جيدة وطيبة عليك أن تركز فيها وتنميها، وهذا بالطبع سوف يساعدك في محاصرة وتقليل السلبيات.

الخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي من أفضل الطرق للتغلب عليه مواجهته والإصرار على مواجهة المواقف الاجتماعية التي تحس فيها بالرهاب، هذه المواجهة يمكن أن تكون أولاً في الخيال، ثم بعد ذلك تكون في الواقع، ويمكن أن تكون بالتدرج، وعليك دائماً أن تخاطب نفسك أنه لا ينقصك شيء يجعلك تخاف أو ترهب المواقف الاجتماعية، عليك أن تكون مقتحماً وقوياً وصدقني أنك سوف تنجح في ذلك بإذن الله تعالى.

يضاف إلى هذه الإرشادات السلوكية استعمال الأدوية النفسية، فهنالك أدوية فعالة وجيدة لعلاج مثل حالتك، أرجو أن تبدأ باستعمال دواء يعرف باسم دوجماتيل، بجرعة 50 مليجراما في الصباح، و50 مليجراما في المساء، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 50 مليجراما، أي كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم بعد ذلك تتوقف عن الدواء نهائياً، والدواء الآخر الذي يجب أن تبدأه مع الدوجماتيل يعرف باسم تفرانيل، وجرعة البداية هي 25 مليجراما ليلاً لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى 50 مليجراما وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة أي 25 مليجراما لمدة شهرين، ثم بعد ذلك تتوقف عن الدواء.

هذه الأدوية إن شاء الله تساعدك في القضاء على القلق والتوتر والشعور السلبي والشعور بالاكتئاب، وكذلك المخاوف الاجتماعية التي تعاني منها.

حاول أيضاً أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تمارس الرياضة، خاصةً الرياضة الجماعية، هذه إن شاء الله كلها من الأمور المفيدة، كما أن حضور الدروس الدينية وحلقات التلاوة وإن شاء الله مصر عامرة بذلك، فيها إن شاء الله منفعة دينية ودنيوية أيضاً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً