الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخفقان والرجفة واضطراب المعدة وأعراض مختلفة، فما الأسباب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو المساعدة في حالتي التي ظهرت فجأة دون سابق إنذار، كنت حامل في الشهر الرابع، وتوقف قلب الجنين في بطني وأجهضت، سلمت أمري لله تعالى، ولم أصب بحالة نفسية سيئة جدًا، واستمرت الحياة طبيعية، وبعد الإجهاض بأسبوعين أصبت بالكوفيد 19 الكرونا، ولم تكن حالتي صعبة، بل مارست الرياضة حتى في فترة الكورونا.

بعدها بشهرين كنا نجهز للسفر في العطلة، فجأة ودون سابق إنذار ليلاً أحسست بسرعة دقات القلب، وألم في المعدة، وضغطي مرتفع، ورجفة في جميع أنحاء جسمي، كأنها نوبة قلبية، طلبنا الإسعاف فلم يجدوا شيئاً يدعو للقلق.

وفي اليوم التالي استمرت كل الأعراض بشكل متتالي، لم أعد أقوى على النفس، ودقات قلبي سريعة وبطيئة، وبعد الفحوصات وجدوا لدي ارتجاع المريء، وقرحة المعدة، والديسك في الرقبة وهو يضغط على العصب.

منذ شهرين إلى الآن والأعراض تزيد وتلازمني، ولا أستطيع ممارسة حياتي الطبيعية، ودكتور الأعصاب يقول أنها متلازمة ما بعد كورونا، وأطباء آخرون يقولون أعراض نفسية.

لدي تنميل دائم بكل الجسم حتى في الوجه، ورعشة داخلية، أحس كل عضلات جسمي تنبض، خاصة وقت الاستراحة، ويدي ترجف دائمًا، ووجهي شديد الاحمرار، وأعاني من صعوبة في النفس، كأن كتلة عالقة في حلقي، عملت جميع الصور المقطعية للرأس وكانت سليمة، وعينة من ماء العصب وظهرت سليمة، علمًا أني كنت أمارس الرياضة لمدة سنتين يوميًا لمدة ساعة وأكثر، والآن لا أستطيع إتمام مهام بيتي البسيطة، نسبة فيتامين (د) 13، ونسبة (ب12) 273، وآخذ حقن (ب12)، (د)، وآلام المفاصل غير طبيعية، وبكل أنحاء جسمي، وآلام الرأس والأرق.

الرجاء المساعدة، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر الشبكة الإسلامية..

نشكر لك تواصلك معنا عبر هذا الموقع من ألمانيا، ليس مستغرباً أو مستبعداً أن يكون ما تصفين وما تعاني منه يعود لأكثر من سبب واحد، وأذكر منها ثلاث، أولاً: الإجهاض أو إسقاط الحمل، فهذا نعم يمكن أن تكون له آثار نفسية كالتي وصفت، بل حتى التعب البدني.

ثانياً: الكورونا وما يسمى الآن متلازمة ما بعد الكورونا فهذا صحيح، فالشكوى العضلية التي وصفت نعم ربما تكون بسبب هذه المتلازمة، ولكن -الحمدلله- أن تصوير الطبقي كانت نتائجه طبيعية، إلا موضوع الدسك الرقبي.

ثالثاً: المعاناة النفسية التي وصفت من خفقان القلب، وضغط المعدة، والرجفة، مما اضطرك للذهاب إلى الطوارئ، ولكن كل الفحوصات كانت طبيعية، وهذا ربما يشير إلى نوبة الهلع والتي ما زالت تأتيك بين الحين والآخر، وهي نوبات نفسية يصاب الإنسان فيها بشيء من الارتباك والقلق والهلع، متجلية ببعض الأعراض الجسدية، كخفقان القلب، وتوتر وضغط المعدة، وغيرها، فيشعر الإنسان وكأنه على وشك أن يصاب بنوبة قلبية أو غيرها، فيهرع إلى الطوارئ وما أن يصل إلى هناك حتى تكون الأمور قد هدئت.

أختي الفاضلة: يفيد التعامل مع ما وصفت والأمور الثلاثة التي ذكرتها، كلاً منها بشكل خاص، فالشكوى العضلية التي ربما بسبب متلازمة ما بعد الكورونا هذه تحتاج إلى شيء من الراحة، فهناك نسبة لا بأس بها من الذين خرجوا من الإصابة من الكورونا يعانون من بعض مضاعفات الإصابة، وهي ربما مزمنة نوعاً ما، ولكن الراحة تفيد، وربما هي التي الآن تمنعك من ممارسة أعمال ومهمات المنزل بعد أن كنت تمارسين الرياضة بشكل مستمر.

أما بالنسبة لنوبات الهلع فيفيد جداً أن تحاولي ممارسة مهارات الاسترخاء، كالتنفس الهادئ والعميق، أو تلاوة بعض السور القصيرة، مما يعينك على الاسترخاء عندما تشعرين بأن نوبة الهلع على وشك أن تبدأ، لا شك -أختي الفاضلة- أن ما سيعينك كثيراً على التعامل مع كل هذه الأمور التي ذكرتها هو الهدوء، والاطمئنان، وراحة البال، بحيث تطمئني نفسك قدر الإمكان أنها نوبة هلع، نعم هي مخيفة، إلا أنها لن تحدث شيئاً -بإذن الله سبحانه وتعالى-، وممارسة بعض الرياضات الخفيفة والهوايات التي تروحي فيها عن نفسك مفيدة جداً، أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية وأن يرزقك مجدداً الذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً