الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يسيطر علي التوتر وقت الامتحانات، فهل هذا ابتلاء أم حالة نفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طالبة ثانوية، أحاول التفوق دائما في دراستي، هذا العام الأخير لي والتوتر يغلبني منذ بدايته، هذه الفترة هي الامتحانات، وأنا أصاب بنوبات هلع مستمرة مع بكاء لدرجة استيقاظي منتصف نومي مع ألم في قلبي، رغم أنني أدعو الله، ولله الحمد الأمور يسيرة حتى الآن، ولكن كل يوم أخاف من الامتحان القادم، وأظل أفكر فيه وأبكي خوفاً منه.

أقرأ سورة الشرح غالباً عندما يأتيني الشعور أو أستغفر وأذكر الله، فيختفي ويعود مع الامتحان المقبل، فهل هذا ابتلاء من الله؟ اذا كان ابتلاء يعقبه بهجة فأنا صابرة، أم مجرد حالة نفسية؟

أرجو منكم جوابي سريعاً؛ لأنني متوترة جداً، والدعاء لي بالنجاح والتيسير لعل أحدكم أقرب إلى الله مني، وقد اشتكيت لمديرة المدرسة عن غش حصل في قاعتنا، فهل هذا خطأ؟ أم سيجزيني الله عليه؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الواثقة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك كثيراً على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية.

رسالتك واضحة جداً -فيا ابنتنا الكريمة الفاضلة- أنا أؤكد لك أن حالتك بسيطة جداً.

أولاً: أنت صاحبة ضمير يقظ جداً وما نسميه بشفرة الفضيلة لديك مرتفعة، وهذا -إن شاء الله- فيه خيرٌ كثيرٌ لك، أسأل الله تعالى أن يحفظك، والأعراض التي تأتيك هي أعراض مخاوف قلقية، وهذا أيضاً نسميه بقلق الأداء، بمعنى أن هذا الخوف والقلق مرتبط بالامتحانات، وهذا أمر يحدث لكثير من الطلاب والطالبات.

والقلق بالفعل هو طاقة إيجابية مطلوبة للنجاح، الذي لا يقلق لا ينجح، الذي لا يقلق لا يؤدي، الذي لا يقلق لا يستعد، لكن طبعاً إذا فاق القلق عن الحد المطلوب هنا تكون نتائج عكسية، الحمدلله تعالى أنت تستعينين بقراءة القرآن، هذه استعانة عظيمة أسأل الله تعالى أن يثبتك، وأريدك أن تحقري فكرة الخوف هذه، تحاوري نفسك لماذا أنا أخاف، أنا طالبة ممتازة، أنا غير مهملة، أنا الحمدلله تقية ما الذي يجعلني أخاف، حقري الفكرة من خلال إجراء حوارات نفسية سلوكية مع ذاتك.

والشيء الآخر هو أريدك أن تطبقي ما نسميه العلاج السلوكي في الخيال، اجلسي داخل الغرفة وأنت في حالة استرخاء تصوري أنك مقدمة على الامتحان وهذا الامتحان كان صعباً جداً، وبعد ذلك الحمدلله استطعت أن تتجاوزيه بعد أن أتاك شيء من الخوف وهكذا، هذه نسميه التعرض في الخيال، هذا مهم جداً، كرريه بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، وسوف تجدي أن ذلك قد ساعدك كثيراً.

أريدك أيضاً أن تطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمليء صدرك بالهواء عن طريق الأنف وهذا نسميه الشهيق، وهذا الشهيق يجب أن يستمر 8 ثواني، بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك بقوة لمدة 4 ثوان، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم وهذا هو الزفير، وهذا أيضاً يستغرق 8 ثواني، إذاً شهيق زفير وقبض للهواء ما بينهما، هذا يتم مع الاسترخاء التام مع التفكير الإيجابي، أغمضي عينيك قليلاً وافتحي فمك قليلاً وكرري التمرين 5 إلى 6 مرات، مرة في الصباح ومرة في المساء، تمرين ممتاز جداً يؤدي إلى استرخاء نفسي واسترخاء جسدي، وكثير من الناس يمارسون هذه التمارين مع التمارين الرياضية الخفيفة كنمط في حياتهم، وهؤلاء فعلاً يتخلصون من القلق بصورة إيجابية جداً، أيضاً أديري وقتك بصورة جيدة، تجنبي الفراغ، كوني تفاعلية مع أسرتك مع صديقاتك، وهذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير لك.

أنا سوف أصف لك دواء بسيطا جداً مضادا للمخاوف، والدواء يسمى اندرال تناوليه بجرعة 10 مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهر، ثم 10 مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله لكن تناولي 20 مليجراما ساعة قبل الامتحان هذا سوف يفيدك كثيراً، وهو دواء سليم جداً، بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً