الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي لا يحترم أمي ولا يقدرها، فكيف نتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدي يبلغ من العمر 65 سنة، غير متعلم ولديه من الأبناء 4، ولدان وبنتان، وجميعهم متزوجون.

مشكلة هذا الأب بأنه دائم الشجار مع زوجته، حتى أمام الناس، ويسبها بأبشع الألفاظ، ولو دافع أحد أولاده أو بناته عنها يغضب منهم، ويوجه السباب لهم حتى أمام الناس، وتصل الأمور إلى قطع علاقته بهم بالأيام، ويفرح حينما يتكلم أي شخص بسوء عن زوجته، وليس لديه ثقة بأحد حتى أولاده، ويفسر الكلام بطريقة عكسية حينما يتحدث، ويسيء الظن دائماً.

لا يريد الذهاب لأي طبيب، حتى طبيب الأمراض الجسدية، ويرهق نفسه كثيرًا، مثال: لو كان لديه عمل بسيط وكان الجو حاراً بالظهر فهو لا يؤجل العمل حتى وقت العصر في الظل، بل يعمل العمل، وفي وقت المرض الشديد يصوم الاثنين والخميس، وفي أيام الأعياد يصوم، ويرفض أي نصائح بعدم الصيام في هذه الأيام، ويصلي السنة بعد العصر، ولا يقبل أي نصيحة، لا يهتم بلباسه وطعامه وشرابه، ولا يريد أن يذهب للطبيب أبدًا، هل من دواء أو طريقة لتحسين هذه المعاملات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abd allah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أيها -الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر الوالد والوالدة، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب، واضح أن هذا الوالد يحتاج إلى تعامل من نوع خاص، والإنسان ينبغي أن يحسن إلى والديه، ومن الحكمة أن لا نتدخل عند الشجار بالطريقة المذكورة؛ لأنه من الطبيعي أن يشعر أنكم مع الوالدة فيشتد عليكم ويشتد عليها.

فالحكمة في إدارة مثل هذه الأمور مطلوبة، فإذا خلوتم بالوالدة فيجب تشجيعها على الصبر، وحدثوها عن أجرها وثوابها عند الله تبارك وتعالى، وبينوا لها أن الناس جميعاً يعرفون الحال الذي عليه الوالد، وأن عليها أن تصبر وتشكر لما قامت به من تربيتكم ورعايتكم، وأن ذلك يدخل عليها الطمأنينة والأمان والسرور، ويرفع معنوياتها.

وإذا خلوتم بالأب فأيضاً عليكم أن تسمعوه ما يحب، وتبينون له ما عليه من الخير، وتشكروه على حرصه على الصيام، والأفضل أن يكلمه في هذا الجانب إنسان شرعي أو صديق يحبه، يبين له أن الصيام في الأعياد مثلاً لا يجوز، وأيضاً شخص يحبه ويدعوه إلى أن يعمل الجهد بقدر ما يستطيع، وأن لا يجهد نفسه في شدة الحر، هذه أمور لا يقبلها منكم لأنكم تقفون مع الوالدة، ولأن أيضاً الوالد يكون عنده انطباعات عنكم وعن الوالدة، ومعلوم في هذه السن الاحتكاكات التي تحدث بين الوالدين غالباً يكون سببها شعور أحد الأبوين بانحياز الأبناء إلى الآخر، أنتم عليكم أن تحسنوا إلى الأب وتحسنوا إلى الأم.

ولا شك أن حق الأم في البر مضاعف، لكن ليس من الضروري أن نظهر احتفاءنا بالأم أمامه، فإن ذلك يهيج غضبه، ويزيد من الأزمة والمشكلة، بل هذا هو السر في الاشتداد على الوالدة والكلام عنها، من المهم جداً أن نتفادى الأمور التي تزعجه، الأمور التي لا يقبل بها، ومن أراد أن ينصحه فلا بد أن يقدم بين يديه صنوف من البر، بين يديه النصيحة، ثم ينتقي الكلمات، ثم يختار المكان المناسب، والأفضل دائماً أن لا تكون النصيحة أمام أي أحد من الناس، بل بينكم وبينه.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقكم بره وبر الوالدة، أكرر الأمور الشرعية ينبغي أن تجعلوا عالم يكلمه في هذه الأمور، إمام المسجد، أو أي إنسان له عنده مكانة، أو يستمع لكلامه، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد واسأل الله أن يرزقكم بر الوالد والوالدة في حياتهم وبعد الممات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً