الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يغفر الله لي دندنتي وأفكاري؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت أستمع دائما إلى الموسيقى، وكنت أسمع أنها حرام، ولم أصدق حتى أخذني الفضول ذات يوم إلى السؤال على الإنترنت هل الموسيقى حرام؟

عندما عرفت أنها حرام قررت أن أتركها، فدعوت الله أني إذا عدت ثانية إلى سماع الموسيقى أن تتوفى أمي (دعوت عليها بقصد المنع من الذنب)، ثم ندمت على ذلك الدعاء، وكنت في حيرة، ثم تذكرت قول الله تعالى: "لا تقنطوا من رحمة الله"، ودعوت الله أن لا يستجيب لي ذلك الدعاء.

وكان يراودني بعض الخوف، إلا أنني واجهته بحجة أن الشيطان يشككني بالله، فعدت إلى سماع الموسيقى.

ثم أخذني الفضول ثانية هذه الأيام أن أسأل هل الدعاء على الأم بقصد المنع من الذنب يستجاب؟ فوجدت الإجابة في موقعكم أنكم قلتم: " يمكن أن يكون ذلك"، فقررت أن أتوب كاملا من الغناء، ولن أسمعه طوال حياتي، فهل تجوز لي التوبة من أجل أن لا يقع شيء لأمي؟

بعدها فكرت أن أدندن كلمات الغناء، ولكن لم أكن أحب تلك الفكرة، أي لم أعرف من أين هي، هل من نفسي أو من الشيطان، فدندنت بعض الكلمات ثم استغفرت لأنساها، وأصبحت دائما تدور في عقلي تلك الأغاني وأدندنها، ثم عندما أفيق أستغفر الله، فهل يغفر لي الله تلك الفكرة ودندنة الكلمات؟

علما أن تلك الفكرة كان قلبي يرفضها، مع أنني ما زلت أحب الأغاني ولكن لا أسمعها لهذا السبب، فهل يغفر لي الله؟ وهل تلك الفكرة من النفس أو من الشيطان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نزيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نهنؤك بما يسره الله تعالى لك ومنّ به عليك من التوبة من سماع الموسيقى، وهذا إنجاز كبير في حياتك، فتغلبك على التعلق بالموسيقى وتركك لسماعها إنجاز كبير، وهو دليل على علو همتك، وقدرتك على السيطرة على ميولك وأهوائك، وهذا توفيق من الله تعالى لك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحاً، ويأخذ بيدك إلى كل خير.

أما الدندنة بكلمات الغناء دون سماع الموسيقى فإنه لا إثم فيه ولا حرج عليك فيه، فإذا فعلته فليس ذلك بإثم، ولكن الأفضل لك أن لا تفعلي ذلك حتى لا يكون مذكراً لك بسماع الأغاني المصحوبة بآلات الموسيقى، ما دمت قد تغلبت على سماعها، واستطعت الانقطاع عنها، وبهذا تعلمين أنك إن شاء الله لن تقعي في إثم لمجرد هذه الدندنة، فلا ينبغي أن تقلقي بسببها، واعلمي أيضاً أن الشيطان حريص كل الحرص على أن يدخل الحزن إلى قلبك، لتعيشي حياة ملؤها السآمة والخوف والقلق فيبعدك ذلك عن الاشتغال بما يقربك إلى الله تعالى، وهذا شيء يتمناه الشيطان ويحرص عليه.

فأقبلي على ذكر الله تعالى والتقرب إلى ربك بأنواع العبادات، وستجدين حلاوتها في صدرك، وستجدين من اللذة ما يغنيك عن التعلق بالموسيقى، وما ذكرت في سؤالك من الدعاء على والدتك بقصد ألا تستمعين للموسيقى هذا الدعاء إن شاء الله لن يكون له أثر، فإنك لن تقصدي في الحقيقة حصول هذا الدعاء وإنما قصدت منع نفسك من سماع الموسيقى، والله سبحانه وتعالى عليم بما تنطوي عليه الصدور من المقاصد، فأحسني ظنك بالله تعالى وأنه لن يقدر لك إلا الخير، فقد قال الله في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".

نسأل الله تعالى أن يتولى عونك وييسر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً