الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني حاول الانتحار ولم ينفع معه العلاج، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

ابني عمره 17 سنة، منذ حوالي 5 سنوات أصبح انطوائيا بشكل كبير، كما فقد الرغبة في أي شيء، وفقد التواصل معنا.

أعتقدت أن هذا بسبب المراهقة وأنها مرحلة وسوف تنتهي، ولكنني وجدت الموضوع يزداد حيث بدأ يشعر بأن الناس تراقبه وتتحدث عنه وأن شكله ليس بجميل، وبدأت أشعر أنه فقد الإحساس سواء بالفرح أو بالحزن، وبدأ رأسه ينحني للأمام مع جمود جسدي.

ومنذ 5 أشهر حاول الانتحار شنقاً، وذهبت به للطبيب وأعطاه فيوزاك، واربيبيرازوا، واولانزبين، وهو يأخذ العلاج منذ ثلاثة أشهر، ولا أجد تحسنا يذكر، فهل أستمر على العلاج أم أذهب لطبيب آخر؟

وأخيراً، أتمنى الدعاء له بالشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يتعلق بابنك -حفظه الله وعافاه-، نعم من الواضح أن ابنك عندما كان في الثانية عشر أو الثالثة عشر منذ خمس سنوات، بدأت عنده أعراض اضطراب نفسي، عندما وصفت في سؤالك من أنه منعزل ومنطوي على نفسه ويشعر بأن الناس تراقبه وتتحدث عنه، وأن شكله ليس بالمطلوب ولم يعد يشعر بالفرح أو الحزن والتي نسميها العاطفة المقنعة، وكأنه ليست له عاطفة أو مشاعر مع جمود الجسد ومحاولات الانتحار كلها تشير غالباً إلى حالة ذهانية.

وأهم سببين لها: أما الفصام، أو الاضطراب العاطفي الثنائي القطب الشديد الذي يأخذ شكل الذهانية هذه بما فيها من هلوسات سمعية، حيث يعتقد أو يسمع أن الناس يتحدثون عنه وأنهم يراقبونه، فهذه الأعراض نسميها أعراض زوارية، أي هناك من يحاول أن يؤذيه، ويسيطر عليه، حقيقة أنصحك أن لا تترددي بالعودة لنفس الطبيب حيث من الواضح أن الطبيب أو الطبيبة شخصوا حالته بالذهانية، ولهذا وصفوا لك هذه الأدوية، وإذا لم تشعري بالتحسن المطلوب من خلال هذا العلاج فعلى الطبيب أن يغير أو يزيد الجرعة حتى نحصل على النتيجة المطلوبة.

أنبهك أن حالة ولدك ليست سهلة، وعلينا الحذر والانتباه كي لا يكرر حالة الانتحار؛ لأنه قد يفعل هذا باستجابته للأصوات التي ربما يسمعها، كما ذكرت أنصحك أن لا تتأخروا بالعودة إلى الطبيب لتصلوا إلى علاج فعال -بإذن الله سبحانه وتعالى-، ويمكنك أن تقرأي عبر الانترنت عن الفصام وعن الاضطراب العاطفي الثنائي القطبية، ففي هذه المعلومات ما يفيد الأسرة على كيفية التعامل مع ولدك -حفظه الله وعافاه-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً