الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في وهم، وخوف من أفكار منعتني من السفر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسكن في مدينة، وأعاني منذ سنوات طويلة من الوسواس القهري، والتوتر العصبي الشديد، واضطراب الهلع، رغم أنني ذهبت إلى عدة أطباء نفسيين.

في البداية تعايشت مع الوساوس، ومؤخرًا انتابتني أفكار خطيرة جدًا، جعلتني أعيش في الوهم والخوف من الأفكار، فلست كالسابق، ولا يمكنني السيطرة على عقلي، وخائف من الأفكار، وصرت لا أذهب إلى المدينة، ولا أسافر.

حاليًا أتناول دواء الأنفرانيل 75، والخوف والفوبيا مازالا موجودين، أريد حلًا، هل هناك علاج يعينني على العودة للحياة الطبيعية؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ توفيق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المبدأ العلمي المهني العلاجي الرصين يقول: إن الإنسان يجب أن لا يتعايش مع الوسواس القهري أبداً، يجب أن لا تقبله جزءاً من حياتك، الخطأ أنك قد تعايشت معه كما ذكرت، والتعايش مع الوسواس يؤدي إلى ما نسميه بافتقاد الاستبصار، فالآن يوجد لدينا تشخيص يسمى بالوساوس القهرية مع افتقاد الاستبصار.

أنت ذكرت أنك قد ذهبت إلى أطباء كثر، لكن لا داع للتنقل بين الأطباء أبداً، طبيب واحد لديه معرفة وعلم يهتم بحالتك أفضل لك من هذا التنقل بين الأطباء، والبرامج العلاجية سهلة جداً وبسيطة جداً، وكلها تطبق في البيت.

ومن هذه البرامج: برنامج علاجي سلوكي معرفي: يقوم على مبدأ تحليل الوساوس، بمعنى أن تكتب هذه الوساوس في ورقة بصورة واضحة جداً، تبدأ بأضعف الأفكار وتنتهي بأشدها، ثم تطبق عليها ثلاثة تمارين:

التمرين الأول: يسمى إيقاف الأفكار، تخاطب الفكرة بكل جدية، وتقول (قفي قفي قفي)، أنت فكرة وسواسية سخيفة، أن لن أهتم بك، وهكذا، تكرر هذا مع قناعة تامة بما تقول، ويكون التكرار لمدة دقيقتين.

التمرين الثاني: نسميه صرف الانتباه، وصرف الانتباه يكون من خلال الإتيان بفكرة مخالفة للوساوس، فكرة تكون أكثر نفعاً وفائدة وجمالاً.

التمرين الثالث: هو التنفير، والتنفير يقصد به أن تربط الفكرة الوسواسية دون أن تحللها وتتعمق فيها، وتأتي أو تقوم بفعل آخر ينفر منها، ومن هذه التمارين السهلة جداً، تمارين إيقاع الألم على النفس، ويكون هذا مثلاً بأن تجلس أمام الطاولة، طبعاً داخل الغرفة في مكان هادئ، وهذه الدورة العلاجية يجب أن يهتم بها الإنسان يجب أن تستغرق على الأقل نصف ساعة، خاصة في البداية، تقوم بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تحس بالألم، وتربط الألم مع الفكرة الوسواسية، تكرر هذا 20 مرة متتالية، بعد أن تطبق التمارين الثلاثة، تبدأ بالفكرة الأولى، ثم تنتقل بعد ذلك إلى الفكرة الثانية، ثم الثالثة، وهكذا حتى تصل إلى الفكرة الأخيرة، وهي الأشد والأقوى.

هذه التمارين إذا طبقت لمدة أسبوعين بقناعة قوية ستعالج الوساوس، وهذا الأمر ليس مبالغ فيه أبداً.

بجانب هذه التمارين السلوكية عليك -يا أخي- أيضاً أن تطبق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج مفيدة جداً، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015)، يمكنك أن ترجع إليها وتطلع على التفاصيل المكتوبة حول فائدة الاسترخاء وتطبيقه، أو يمكنك أن تذهب إلى الأخصائي النفسي الذي يعمل مع الطبيب النفسي ليدربك على هذه التمارين، وتوجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

عقار انفرانيل لا بأس به، لكن لا أعتقد أنه سيكون كافياً لوحده، يجب أن تدعمه بعقار يسمى فلوكستين هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري بروزاك، وربما تجده في بلادكم تحت مسمى تجاري آخر، تتناول الفلوكستين في الصباح، كبسولة واحدة 20 مليجراما يومياً لمدة شهر، ثم تجعلها كبسولتين يومياً في الصباح، وتستمر عليها لمدة 6 أشهر على الأقل، يوجد دواء آخر دواء، تدعيمي يسمى رسبريادون، تتناوله مساء مع الانفرانيل بجرعة 1 مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً