الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رهاب شديد سبب لي الإدمان على الإنترنت، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من رهاب شديد، وعدم القدرة على الحديث مع المدراء، والخوف الشديد من الإمامة بالمصلين، حيث تتسارع نبضات قلبي، ويتقطع صوتي، وأعاني من الخجل الشديد والكسل المفرط، فهل من علاج دوائي؟

كما أعاني من مشكلة إدمان الإنترنت لساعات طويلة في اليوم، تصل إلى عشر ساعات، وكثيراً ما أحاول الابتعاد ولكن تبوء المحاولات بالفشل، كما أني سريع الملل وينفد صبري بسرعة، فهل من نصيحة وعلاج؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا.

سؤالك -أخي الفاضل- واضح تمامًا، ويُفسّر طبيعة إصابتك بالرهاب الاجتماعي وبما وصفت من أعراض، وأهمُّها: صعوبة الحديث مع الآخرين وخاصة المُدراء، والثاني: ارتباكُكَ في إمامة الصلاة، حيث تشعر بخفقان القلب والارتعاش وانقطاع الصوت، وربما غيرُها.

نعم -أخي الفاضل- الرهاب الاجتماعي علاجه دوائي، بأحد الأدوية المضادة للاكتئاب، فهي نفسها مضادة للرهاب الاجتماعي، ويبقى العلاج السلوكي علاجًا فعّالًا عن طريق مواجهة هذه المواقف وعدم تجنُّبها، فاحرص على مواجهة هذه المواقف، سواء الحديث مع المُدراء وغيرهم، أو الإمامة في الصلاة، فبالرغم من صعوبتها بدايةً إلَّا أن هذا القلق والارتباك سيخفُّ مع الوقت، متذكّرين أن التجنُّب لا يحل المشكلة، وإنما يُضاعفُها.

أمَّا موضوع قضاء الساعات الطويلة على الإنترنت: فلن أقول لك بالتوقّف عن هذا، فأنت لن تستطيع هذا، وإنما أنصحك بدايةً بضبط الأمر وتخفيف الوقت بشكل تدريجي، من عشر ساعاتٍ إلى تسع، إلى ثمان، إلى سبع، وهكذا، والأهم من ذلك: ماذا ستفعل في هذا الوقت الذي ستكسبه من عدم الجلوس طويلاً على الإنترنت؟

هنا لابد من أن يكون لديك أعمال تقوم بها في الأوقات التي لا تكون منشغلاً فيها على الإنترنت، كالرياضة، أو القراءة، أو غيرها ممَّا يُناسبك، وإذا لم تُوجد مثل هذه الأمور فستعود مجددًا إلى الإنترنت لقتل الشعور بالملل، أيضًا قيامك بالرياضة والأمور الأخرى المفيدة ستعينك على خفض نفاد الصبر والتقليل من الشعور بالملل، فتشعر بشكل عام أن حياتك أصبحت أكثر حيوية ونشاطًا، بحيث تقضي الوقت الأطول خارج البيت، وليس داخله على جهاز اللاب توب أو غيره من الأجهزة.

أدعو الله تعالى أن يوفقك ويحفظك، وييسّر لك أمرك لتحقق التقدُّم الذي تتطلّع إليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً