الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي النفسية صعبة وسيكون لها تأثير عليّ مستقبلا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعزب، عمري ٢٨ عامًا، أعاني من الرهاب الاجتماعي والقلق العام والاكتئاب وتعكر المزاج، بدأت تظهر لي هذه الحالة، وأنا بعمر صغير، وأصبحت تزداد مع مرور الوقت.

رغم اختلاطي بشكل دائم مع الناس، لكن الأمور لم تتحسن، أعمل في شركة كبيرة، وملتزم بالصلاة في المسجد، ولم أغب يوما عن المدرسة، ولا عن أي محاضرة في الجامعة، وأزور الأقارب وأحضر المناسبات الاجتماعية الهامة، وأمارس الرياضة بشكل مستمر سواء كرة القدم أو الركض.

مررت بثلاث تجارب علاجية دون أي تحسن، وكان تأثير الأدوية سلبياً وليس إيجابياً، مرتين عند دكاترة نفسيين، ومرة بناء على استشارة من خلال موقعكم الكريم.

لا أذكر أسماء الأدوية التي تناولتها خلال فترات العلاج الثلاث، لكن بشكل عام كان التأثير السلبي أكبر من التأثير الإيجابي، تعب وإرهاق عام مستمر، الشعور الدائم بالنعاس، قلة التركيز، انخفاض المستوى التعليمي، انخفاض الحالة البدنية الذي أثر على ممارستي للرياضة.

كنت على استعداد أن أتحمل هذا الأعراض لو كانت حالتي النفسية ستتحسن، لكن عدم وجود تحسن كان يجبرني على إيقاف العلاج، قمت بعمل فحوصات طبية مرتين، وكانت نتائجها سليمة.

حالتي النفسية أصبحت صعبة، وسيكون لها تأثير على العديد من الأمور في المستقبل، منها التقدم في التسلسل الوظيفي والزواج.

أرجو منكم تقديم النصيحة، وما هو العلاج الدوائي المناسب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أخي الفاضل عبر إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا مجدداً، حقيقة سررت بما وصفت من نمط حياتك الاجتماعية، خاصة أنك ملتزم بالصلاة في المسجد ومحافظ أو مواظب على عملك، وعلى دراستك، وحضورك المناسبات الاجتماعية، وممارسة الرياضة بأشكالها المختلفة، فكل هذا طيب وسيكون مفيداً لك في مرحلة من المراحل.

آلمني أيضاً ما وصلت إليه مشاعرك تجاه نفسك والحياة بشكل عام، وما تعاني منه من الرهاب الاجتماعي والقلق والاكتئاب وتعكر المزاج، مما أثر ليس فقط على مشاعرك وإنما -كما ذكرت- على تقدمك الوظيفي وعلى مشروع الزواج في المستقبل.

أخي الفاضل: ذكرت أنك مررت بتجربتين من العلاج الدوائي، إلا أن النتائج كانت سلبية، مع أنك لم تذكر لنا اسم هذه الأدوية، وإن كان لك استشارة سابقة عبر موقعنا، ويبدو أنك لم تستفد منها بالشكل الكافي، والآن تسأل عن اسم دواء مناسب.

أخي الكريم: أنا أقول عادة لا يوجد علاج بدون تشخيص، فلا بد من استجماع تفاصيل الأمور ووضع تشخيص طبي مناسب، سواء كان بدنيا أو نفسيا، ليكون العلاج وفق التشخيص الدقيق، أنا لا أنصحك أن أعطيك دواء الآن أو أسمي لك دواء، فقد يكون أحد الأدوية التي أخذتها من قبل، وكما ذكرت كانت نتائجها سلبية، الذي أنصحك به أخي الفاضل -وهذه أفضل الممارسات- أن تأخذ موعداً مع طبيب نفسي صاحب خبرة، وفي الأردن عدد غير قليل من هؤلاء، تجلس مع الطبيب تشرح له، وتفصل في جوانب حياتك، وقطعاً سيقوم بفحص الحالة النفسية ليضع التشخيص الدقيق، هل أنت تعاني من مجرد الرهاب الاجتماعي أو مجرد القلق العام، أو الاكتئاب، أو مجموعة من هذه الثلاثة، أو ربما غيرها.

فبعد أن يضع التشخيص سيشرح لك الخطة العلاجية وسيتابع علاجك، أو عن طريق الجلسات النفسية، ويجب أن تتابع معه ليكتشف الجوانب السلبية والأعراض الجانبية بوقت مبكر، ليصحح المسار كي لا تضاف إلى تجاربك السلبية تجربة ثالثة، هذا أفضل ما يمكن أن أنصحك به أخي الفاضل، وأدعو الله تعالى لك أن يلهمك صواب الفكر والقول والعمل، وأرجو أن لا تتردد في أخذ موعد مع الطبيب النفسي صاحب الخبرة، وأدعوه تعالى أن يكتب لك الصحة والمعافاة في أسرع وقت.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً