الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أني غير محبوبة وغير موفقة في الحياة، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم.

لا أنال التوفيق في أي أمر في حياتي، وفي المقابل أجد أن هناك أناساً لا يوفقون في أشياء، ولكن الله يعوضهم بشيء آخر، أما أنا فلم يعوضني الله بأي شيء!

مثلاً: من ليس لديها زوج لديها أصدقاء، ومن ليس لديها عائلة لديها دراسة واجتهاد، أما أنا فلا شيء، ولم يعوضني الله بأي شيء، ليس لدي دراسة، أو زوج، أو أصدقاء، وفوق ذلك أنبذ من الناس من حولي من غير سبب، مع أني أحاول جاهدة بأن يحبوني.

وأشعر بأن الله يكرهني؛ لأنني عندما أدعو الدعوة تأتي عكسية، أحس بأني غير مرغوبة في الحياة، وغير موفقة، وغير محبوبة، حتى عائلتي تعاملني معاملة قاسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحببك إلى خلقه وأن يحبب إليك الصالحين منهم، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تعلمي أن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها، فاجتهدي في أن تكوني في طاعة الله تبارك وتعالى، فإن هذا هو أقصر الطريق لجلب محبة الناس، لأن قلوب العباد بين أصابع الرحمن، قال ربنا العظيم: (إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَٰنُ وُدًّا)، وتفسير هذه الآية نجده في الحديث: إن الله إذا أحب الإنسان أمر جبريل أن ينادي: إن الله يحب فلان أو فلانة فيحبه جبريل، ويحبه أهل السماء، ثم يلقى له القبول في الأرض، وتلا النبي الآية التي ذكرنا: (إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَٰنُ وُدًّا).

ثانياً: أرجو أن تجعلي همك إرضاء الله تبارك وتعالى وليس إرضاء الناس، فإن رضاهم غاية لا تدرك.

ثالثاً: أرجو أن تعلمي أنه لا يوجد إنسان رجلًا كان أو امرأة، كبيرًا أو صغيرًا إلا وقد أنعم الله عليه بنعم كثيرة، فاكتشفي النعم التي عندك؛ فقد تكون النعمة هي العافية، بل قد تكون النعمة هي الحرمان من بعض الرغبات التي ليست في مصلحتك، فالله قد يمنع إجابة سؤال نسأله لأن ذلك ليس في مصلحتنا، ولكن هذا لا يمنعنا من أن نستمر في السؤال، لأنه ما من مسلم (أو مسلمة) يدعو الله بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يستجيب الله لدعوته، وإما أن يدخر له من الأجر مثلها، وإما أن يدفع عنه من البلاء والمصائب النازلة مثلها.

ولذلك أرجو أن تجعلي همك إرضاء الله تبارك وتعالى والعمل بطاعته، ثم اجتهدي في حسن التعامل مع الناس، واستمري على حسن التعامل؛ لأن هذا هو الذي ستسألين عنه، فالله سيسألك كيف عاملت الناس؟ ويسأل الناس إذا قصروا في حقك.

إذا أدى الإنسان ما عليه من الواجبات الشرعية فإنه ينبغي أن ينتظر ما عند الله من الخير والأجر والثواب، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ومرة أخرى نؤكد أن عندك نعمًا كثيرة، فاكتشفي هذه النعم واشكريها، لتنالي بشكرك لربك المزيد.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً