الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التعلق الطبيعي بشخص هو التعلق الهوسي؟

السؤال

السلام عليكم.

هل كثرة التفكير بشخص يمكن أن يجعلني أتعلق به، ولو لم يكن بيننا علاقة، أو كانت علاقة ضعيفة؟ وهل هذا ما يسمى بالتعلق الهوسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tabarak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

لا يوجد شيء اسمه (التعلق الهوسي) بحسب ما اطلعت عليه من دراسات في الأدب النفسي، فالتعلق شيء والهوس شيء آخر، ولكن يوجد هناك مصطلحات أخرى قريبة من هذا التعبير مثل التعلق المرضي، والاضطراب العاطفي، وخلل التنظيم العاطفي، إلى آخره.

وأما في الأدب والشعر فيسمى العشق أو الهيام ونحو ذلك، وهو نوع من الحب المبالغ فيه، وهذا يحصل للشخص لعدة أسباب، منها:

1- أسباب طبيعية: كتعلق الذكر بالأنثى والعكس، كجزء من الفطرة الطبيعية التي جعلها الله تعالى بينهما، والأصل أن هذا التعلق -الحب الطبيعي- يتم في ظل الزواج، حيث يحصل فيه لقاء الأرواح والأجساد تمهيداً لإنجاب أرواح أخرى، حتى تستمر الحياة الإنسانية ولا يحصل لها انقراض.

2- أسباب مرضية: حيث يحصل ما يسمى بالتعلق المرضي، وهذا يعود إلى أسباب مرضية تتعلق بشخصية الإنسان الذي تعلق بشخص آخر، مثلاً الشخص الذي تعرض في صغره إلى الضرب وسوء المعاملة، وتعرض للإساءة العاطفية، فهذا الشخص ينشأ باحثاً عن تلك العاطفة التي حرم منها في الصغر، فيتعلق بأول شخص يصادفه -سواء كان هذا الشخص يلائمه في الزواج أم لا-، فهذا النوع لا يسمى حباً حقيقياً، وإنما تعلق مرضي يحتاج صاحبه للفحص والعلاج النفسي.

ولا ندري بالضبط أي نوع هو عندك أنت، لذلك نصيحتنا هي أن تبتعدي عن هذا الشخص، وأن تهتمي بشؤونك الدراسية إلى أن يرزقك الله بزوج صالح تقر به عينك، ولا تهتمي لموضوع الحب مستقبلاً، فالبعض يعتقد أنه إذا أحب شخصاً فلن يستطيع أن يحب شخصاً آخر غيره، وهذا غير صحيح، فالحب هو نوع من التعلق، وهو التعلق الطبيعي، وهذا يحصل بالعشرة الطيبة التي تكون بين الأزواج عادة.

﴿… وَمَن یَتَّقِ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجࣰا﴾ [الطلاق ٢].

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً