الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتعامل مع مشكلة التأخر في النطق لدى طفلتي؟

السؤال

السلام عليكم.

ابنتي بعمر 8 سنوات، هي أصغر من أختها بسنتين، ولا يوجد لديها أخوات أخريات، والأب متوفى، لديها مشكلة في كهرباء المخ، ولديها مشكلة في الإدراك منذ سنة (كانت تحدث لها تشنجات قبل السنة).

تناولت أدوية كثيرة للمخ والأعصاب، وتم قطعها عند بلوغها خمس أو ست سنوات، ثم حدثت لها تشنجات وحرارة من شهر، وفقدت الوعي.

حُجزت بالطواريء في السابق، وعادت لتناول أدوية للمخ بعد متابعة طبيبها، مثل تيترام وابنديكس، كانت تستطيع تكوين جمل، ولكن الآن توجد مشكلة في التركيز، وتتعب بسرعة، وحلقها ضاق جداً.

أنا لا أقطع جلسات التخاطب وتنمية المهارات منذ سنة، والآن أعطيها فوقهم صعوبات التعلم، وأشعر أنها مجهدة جداً، لديها مشكلة في تكوين الجمل، وأرغب في قطع جلسات التخاطب وتنمية المهارات لفترة، لمنحها استراحة، وأيضاً للتوفير صراحةً.

هل سيؤثر ذلك عليها مستقبلاً في حالة قطع الجلسات لشهر مثلاً؟ وأخشى أن أقطع الجلسات نهائياً، وتحدث لها انتكاسة، ولكن الموضوع مجهد فعلاً مادياً وجسدياً.

الرجاء النصح والإفادة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ BHS حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر إسلام ويب.. داعين الله تعالى لك بالصحة والعافية، والثواب العظيم، على رعاية هاتين البنتين، وندعو الله بالرحمة لزوجك، رحمه الله تعالى.

لا شك أن ما تقومين به أمر عظيم، بأن تشرفي على تربية ابنتيك، وخاصة أن واحدة منهما وهي الكبرى واضح أنها تعاني من الصرع، وهو كما تعلمين: شحنات زائدة من كهرباء الدماغ مما يؤدي إلى التشنج وفقدان الوعي، وربما السقوط، وتعريض نفسها إلى الأذى بسبب غياب الوعي.

كما تعلمين أن هذه الأدوية يجب أن تستمر عليها، ولكن يمكن في المستقبل إذا أمضت وقتاً طويلاً دون هذه النوبات؛ يمكن أن يفكر طبيب الأعصاب ويبدأ في تخفيف هذه الأدوية، فإذا استمرت دون انتكاسة فيتابع بإنقاص الأدوية، حتى يوقفها، وإن كنت أشك في أن هذا يحتاج إلى بضع سنوات لتستقر حالتها.

الأمر الآخر، أختي الفاضلة، واضح من سؤالك أن لدى ابنتك هذه -بسبب أذية الدماغ، لا أدري إن كانت الولادة طبيعية وكذا الحمل طبيعي-، ولكن يبدو أن هناك ما يشير إلى تعرض دماغها للأذى، مما سبب نوبات الصرع والتشنجات، وربما أحدث عندها صعوبة في التعلم، فلذلك تجدون صعوبة في القدرات الذهنية أو القدرات اللغوية.

هذا لا شك، يثقل كاهلك، ويتعبك، لأن رعاية هذه الفتاة بالإضافة إلى أختها الأصغر كل هذا يتطلب منك جهداً غير قليل، مادياً وجسدياً، كما ذكرت في سؤالك.

أختي الفاضلة، أهم شيء تحتاجه ابنتك في هذه المرحلة أمور:

الأمر الأول: الاستمرار على الأدوية الفعالة، لضبط التشنجات، فقد أصبح علاج نوبات الصرع متيسراً، بحيث إننا نتأكد، ونضمن ألا تتعرض إلى هذه النوبات، وهذا يجب أن يتابعه طبيب أخصائي الأعصاب.

الأمر الثاني -أختي الفاضلة- أن هذه الفتاة تحتاج إلى ما يسمى الدعم التعليمي، ليس بالضرورة جلسات التخاطب، إذا كانت جلسات التخاطب مكلفة لك كما ورد في سؤالك، فنعم يمكنك أن تباعدي بين موعد هذه الجلسات، مما يخفف عنك بعض الأعباء المالية، ولكن أن تعوضي هذا من خلال التوجيهات التي تعطيك إياها أخصائية التخاطب فيمكنك أن تمارسي معها في البيت بعض المهارات التي تساعدها على النطق، وعلى تطوير اللغة عندها، وبهذا يمكنك أن تساعديها على التعلم على مهارات الحياة التي ستعينها في مستقبل الأيام؛ بحيث إنها تعيش الحياة الطبيعية أو شبه الطبيعية.

أدعو الله تعالى لك بالصحة، والعافية لابنتك ولأختها، وأن يجزيك الله خير الجزاء على ما تقومين به من رعايتهما، والحرص على صحتهما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً