الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أوفق في حياتي رغم أعمال الخير التي أقوم بها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحياة معي لا تسير جيدًا، لم أفلح في العمل، ولا في الحصول على منحة، بالرغم من تقديري العالي، متفوقة بشهادة كل من تعامل معي، ما يضايقني أكثر أنني أفعل أشياء جيدة، مثلًا: أساعد الناس، وأعطيهم من وقتي الكثير بكل حب، وأرفق بالحيوانات والطيور -الحمد لله-، ولكني أحيانًا أحس أنني أفعل ذلك حتى يكرمني الله في حياتي، أو من أجل غرض دنيوي، وهذا الشيء يضايقني، وخائفة من عدم نيل الثواب، على الرغم من أنني أفعل كل ذلك بحب، سواء نلت منه شيئًا أم لا فأنا أفعله.

ثانيًا: يوجد نوع من أنواع المانجا اسمه yaoi او boys love، في السابق كنت أتفرج عليها لأن القصة حلوة جداً عن المانجا العادية، والآن أدمنته تقريباً فكلما حاولت الابتعاد أعود له، فكيف أبتعد عنها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دوم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.

لقد سررنا بمدى الرأفة والرحمة بالناس والحيوانات، وهذه صفة المؤمن والمؤمنة، فقد أدخل الله الجنة رجلاً سقى كلباً من شدة العطش، وفي رواية أخرى دخلت الجنة بغي سقت كلباً من شدة العطش، والبغي هي المرأة التي تمتهن البغاء والزنا، فكيف بالمؤمن التقي إذا فعل معروفًا؟

أما عدم التوفيق الذي حدث معك رغم تفوقك الدراسي، فلا داعي للحزن على ما فات، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احرِصْ على ما يَنْفَعُكَ، واستَعِنْ بالله ولا تَعْجَزَنَّ، وإن أصابك شيء فلا تقُلْ: لو أنني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)، فلا تحزني على الماضي، واجتهدي في المستقبل، وابذلي أسباب النجاح، واسألي الله تعالى من فضله، فلا بد أنه سيفتح لك بابًا من الأبواب في يوم من الأيام.

أما موضوع (المانجا) أو boys love، فهو موضوع يستحق منك الوقوف طويلاً، وإعادة التفكير فيه، وفي كيفية التخلص منه، لأنه إباحي أولاً، ومثلي ثانياً، فالحب المتبادل هنا هو بين ذكرين، وهذا خلاف الفطرة التي اعتاد الناس أن يكون الحب فيها بين ذكر وأنثى، ورغم ذلك فقطار الفلاح لم يذهب عنك بعد، ولا يزال بإمكانك اللحاق به، وعليه ننصحك بما يلي:

1- التوبة الصادقة بالبعد عن هذه المشاهد، واعتبارها من المعاصي التي تغضب الله عز وجل، إذ كيف نغضب الله بأفعالنا ثم نرجو منه أن يوفقنا في أعمالنا.

2- قللي من استخدامك للهاتف، وضعي لك معايير صارمة في ساعات التصفح.

3- ضعي الهاتف بعيداً عن غرفة النوم، ولا تدخلي به إلى الحمام أيضاً، واحذفي كل القنوات والحسابات المتعلقة بمنافذ المانجا.

4- احرصي على جدولة يومك، وضعي قسطاً كبيراً من الوقت للأعمال الحركية، وحاولي ألا تجلسي بمفردك، وإن جلست في غرفتك فاتركي الباب مفتوحاً.

5- إذا لم تستطيعي التوقف عن المانجا، فالجئي إلى مراكز علاج الإدمان من مثل هذه السلوكيات.

أخيراً: الجئي إلى الله تعالى بالتضرع والدعاء، وعليك بهذا الدعاء النافع: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخلِ وَالجُبنِ، وَضَلَعِ الدَّينِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ".

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً