الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد خطبة فتاة مخطوبة لحبي لها، فهل يمكن ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحببت فتاة لمدة 4 سنوات خلال الدراسة، ولكنها لا تعلم بشيء؛ لأنني لم أكن مستعدًا لأخذ خطوة رسمية، وتمت خطبة الفتاة منذ 20 يومًا، ومن وقتها وأنا في حالة يرثي لها، وعرفت مؤخراً أنها أيضًا تحمل لي نفس المشاعر.

سؤالي حالياً: هل يمكنني أن أطلب منها فسخ الخطبة وأتقدم لها ما دامت غايتنا واحدة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير.

أخي: نحمد الله إليك الذي عصمك من الوقوع في هاوية التواصل معها، ونحمد الله إليك أن عصمك بالدين، ولو علمت فضل الله عليك في ذلك لظللت تحمده العمر كله أن ثبتك على الحق، فكثير ممن زلت قدمه وبدأ في التعارف والتحدث لم تقم له قائمة.

ثانياً: أقدار الله ماضية -أخي الفاضل-، فمن قدرها الله لك زوجة فستكون لك، ومن لم يقدرها فوالله لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما صارت لك، وهذا يطمئنك؛ لأن أقدار الله لا تنفك عن حكمته، فإذا صرف الله عنك أمراً فاعلم يقيناً أن الخير فيه، والمؤمن راضٍ بحكم الله تعالى لإيمانه بحكمته جلّ ربي وعزّ.

ثالثاً: لا يجوز -أخي الكريم- أن يخطب الرجل على خطبة أخيه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبيع حاضر لباد .... ولا يخطب على خطبة أخيه)، فإذا تمت الخطبة وحدثت الموافقة فابتعد -أخي- عنها واترك الأمر لله، فإن تم الأمر لها فقطعاً هو الخير لها ولك، وإن لم يتم دون تدخل منك فيجوز لك في هذه الحالة التقدم.

رابعاً أخي الفاضل: إن تمت خطبتها فاحذر أن تتواصل معها بأي طريقة، أو تفسد عليها خطبتها بأي تواصل، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فلا تحزن ولا يضطرب فؤادك، ولا تتمن أمراً لم تدركه، فأنت لا تعلم أين الخير، ولعلّ الله قدر لك من هي خير منها، فلا تضيق واسعاً -يا أخي-، وسلِّم لله الأمر.

نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يرزقك الزوجة الصالحة إنه جواد كريم بر لطيف، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً