الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي حركات لا إرادية في اليدين.. كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم.

أبلغ من العمر 24 عامًا -والحمد لله- أنهيت دراستي في مجال التوليد، وأنا الآن عاملة في هذا المجال بالمستشفى -الحمد لله- ملتزمة وأحفظ القرآن، وكنت جيدة في الدراسة.

مشكلتي أنني عندي حركات غير إرادية في اليدين، تأتيني مثلا عندما أتحمس لفعل شيء ما، لا أعلم منذ متى بدأت معي هذه الحركات، ولكن أعتقد منذ ثمان سنوات، علمًا أن هذه الحركات لا تأتيني إلا عندما أكون بمفردي، وكأنها مرض أعصاب، لدرجة أنه لا أحد من عائلتي يعلم بها، وعندما أشعر بأن هناك شخصًا ما سيأتي أو سيراني أتوقف عن فعلها.

عشت ثلاث سنوات في الإقامة الجامعية، وأيضًا لا أحد من صديقاتي يعلم بها، وأرغب بالقيام بها بشكل مفرط عندما أكون وحدي، وأحيانًا أشعر بأنني أريد القيام بها؛ لذلك أخرج من المجموعة وأختلي بنفسي للقيام بهذه الحركات اليدوية، ولكن عندما لا يتاح لي ذلك لا أقوم بفعلها، وكما قلت لم يلاحظها أحد، أنا فقط من يعلم بها، وأحيانًا تأتيني تخيلات مثلاً أتخيل حوارات مع صديقاتي كأنني سأناقشهم مثلا في أمر ديني يعني كأنني أريد إثبات نفسي بهذه التخيلات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأبارك لك تخصصك في العمل بمجال التوليد، وبما أنك ما شاء الله امرأة ملتزمة في دينك؛ هذا حقيقة سوف يُساعدك كثيرًا لتؤدي عملك بكل مهنية واقتدار وأمانة، نسأل الله لك التوفيق.

هذه الحركات اللاإرادية التي تحدث لك عندما تكونين متحمسة وحدك في معظم الأحيان هي ناتجة من شدة ملاحظتك لوظائفك الجسدية، وكذلك وظائفك النفسية، ولا تخلو أيضًا من طابع النمط الوسواسي، فلا تُلاحظي أداءك الجسدي كثيرًا، لا تُركزي على ذلك أبدًا، والحركات هذه لدرجة كبيرة هي تحت الإرادة، الإنسان حين يتحمَّس ويُستثار داخليًّا ينشط عمل الجهاز العصبي اللاإرادي، ويحدث إفراز الأدرينالين، وهذا يؤدي إلى هذه الحركات.

لكن في حالة وجود الآخرين أو في حالة نشاط جماعي هنا كل الطاقات النفسية والجسدية وحتى إفراز الأدرينالين يكون موجَّهًا من أجل الأداء الجيد والممتاز أمام الآخرين.

فأرجو –أيتها الفاضلة الكريمة– تحقير هذه الفكرة، ومحاولة إدراك أنها أمر ليس بالجيد، وأنها يجب أن تتوقّف، وتدرّبي على تمارين الاسترخاء، مثلاً: تمارين التنفُّس المتدرِّجة، تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، هذه مفيدة وجيدة، وإن شاء الله تعالى يحدث لك منها نفع كبير جدًّا، وهي سوف تكون بديلاً جيدًا لهذه الحركات اللاإرادية، خاصة الشهيق ببطء عن طريق الأنف، ثم حبس الهواء في الصدر، ثم بعد ذلك إخراج الهواء عن طريق الفم ببطء وقوة أيضًا.

توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة جيدة.

أمَّا التخيلات فهي نوع من الحوارات النفسية الداخلية ذات الطابع الوسواسي، والتي فيها شيء من أحلام اليقظة، وهذه يجب أن تنبّهي نفسك حين تدخلين فيها، وتتوقفي، مثلاً قومي بالضرب على يدك على جسم صلب لتحسّي بالألم، هذا يعطيك شيئًا من الانتباه الذاتي ويصرف انتباهك عنها إن شاء الله تعالى.

أنت لست في حاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة، لكن إذا اشتدت عليك وكانت مُطبقة فيمكن أن تتناولي عقار يُسمَّى (سيبرالكس Cipralex)، واسمه العلمي (اسيتالوبرام Escitalopram)، والجرعة هي أن تبدئي بخمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام– تناوليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة –أي عشرة مليجرام– يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً