الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يأتيني وسواس أن بعض الآيات يقصد الله بها شيئاً في حياتي!

السؤال

السلام عليكم.

الحمد لله وفضل من الله أني التزمت قريباً، ولكن تأتيني أفكار ووساوس مزعجة وشديدة، حتى أني حلمت اليوم بالموت، والله عز وجل، وهذا الحلم أصابني بضيق في الصدر، وجعلني أستيقظ على شعور القنوط من رحمة الله، وشعرت بعدها أني لا بد أن أبدأ في صلوات السنن، مع أني نمت على وضوء، ولا أعلم إن كان هذا من الشيطان، أم من الله؟

وأيضًا عندما أقرأ القرآن، وأستمع له، أحب أن أستمع له كأن الله يخاطبني، فأستشعر حب الله ووجوده معي، وعنايته لي في أموري الخاصة -والحمد لله- ولكن في بعض الآيات يأتيني نوع من الوساوس الغريبة، وسواس أن هذه الآية يقصد الله بها شيئاً في حياتي!

أيضاً وساوس في الوضوء والصلاة، وهكذا، المشكلة أني لا أعرف إن كانت هذه الوساوس من الشيطان، أم من نفسي، أم من الله، يريد أن يخبرني بشيء، فكيف أعلم؟

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يتقبل توبتك، وأن يغفر لك ما مضى، ويصلح لك ما بقي، إنه جواد كريم.

أخي: ما تتحدث عنه هو أمر طبيعي، ويحدث في بداية الالتزام عند البعض، فلا تقلق ولا تخش شيئاً، واعلم أن الله يحبك إذ وفقك للتوبة، وأن الله يحبك إذ أعانك على الصلاة والنوافل وقراءة القرآن، هذا ما ينبغي عليك أن تعتقده، فاحمد الله على ذلك.

أخي الكريم: الشيطان والنفس شريكان خبيثان يريدان الإيقاع بك، وإيهامك بالسوء، والصد عن الله، يريدان جرك إلى المعصية، أو تزهيدك في الطاعة، أو إشغالك عنها، هذه مهمتهما، لكن الله عز وجل أعطاك ما تتغلب به عليهما، وهو ذكره -عز وجل-، والاستقامة على الطاعة، والصحبة الصالحة، والخلوة الثابتة.

أخي الكريم: لا يخوفك أحد بالموت، ولا يرهبك أحد من لقاء من تحب، بل إننا ندعو الله -عز وجل- أن يرزقنا الميتة السوية التي يرضى بها عنا، والتي لا شقاء بعدها ولا ألم، ولا عذاب ولا كدر، ألم يكن من دعاء حبيبنا -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي)، وعليه فلا قلق من الموت، ولا خوف منه، نعم، ندعو الله تعالى أن يرزقنا العمر المديد في الطاعة، وأن يبارك في أعمارنا، حتى نعبده، لكن مع ذلك لا نخاف من ربنا وخالقنا وإلهنا ومولانا.

أخي الكريم: كل آيات القرآن هي رسالة من الله إليك، وإلى كل مسلم، فإذا دخل الشيطان إليك من خلال فهم معين، أو أوحت إليك النفس معنى آخر، فالفرق بينهما ما يلي:
1- إذا كان دفعا لمزيد طاعة، أو استغفار، أو ترقيق قلب، فمن الله.
2- إذا كان لقنوط أو يأس أو ترهيب، أو إشغالك عن الطاعة، فاعلم أنه من الشيطان، أو من نفسك الأمارة بالسوء، فاستعذ بالله من ذلك، وأتمم ما كنت عليه.

أخي الكريم: الوسواس أسلوب من أساليب الشيطان، يجتهد فيها أن يشغل المسلم بما لا يعتقده، ولا يؤمن به، ونحن نعطيك الآن طريقة فاصلة، متى ما التزمتها تخلصت منها -إن شاء الله-، اعلم -أخي- أن كل ما يخص الوسواس في العبادات أحد أمرين، ونضرب مثلا على الوضوء:

- إن كان الوسواس أثناء غسل العضو، فلا بأس من استيعاب غسله مرة واحدة، لا تزيد عليها.
- وإن كان بعد الانتهاء، فلا يلزمك شيء، وليس عليك إعادة، وصلاتك صحيحة.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً