الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب الصعوبة التي أجدها في حياتي وحصولي على الرزق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 33 سنة، وأجد صعوبةً بالزواج، بسبب قلة التوفيق في حياتي وإيجاد العمل والرزق، كل حياتي وأنا أعاني من قلة العمل والمال، ومررت في حياتي بالكثير من الأيام القاسية التي جعلتني أعاني من دمامل مزمنة شوهت مناطق من جسدي، ولا أجد لها العلاج.

فهل هناك حل أو علاج، أم أني مصاب بالعين؟ ولماذا أموري مستعصية ولا أجد الراحة النفسية أو العقلية، على الرغم من دعائي وتسبيحي واستغفاري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يوفقك، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه أقول:

• أخي حفظك الله، إن الراحة وطيب الحياة هي في طاعة الله وفي العلاقة الحقيقية مع الله، فقد قال الله تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)، وقال جل وعلا عن المؤمنين: (سيهديهم ويصلح بالهم)، أي يصلح أمرهم وحالهم في الدنيا والآخرة.

• أخي حفظك الله، إن الله يفتح للعبد أبواب الخير والرزق متى أراد، وفي وقت لم يحسب له العبد حساباً، فلا ييأس العبد من روح الله ورحمته، وقد قال جل وعلا: (فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً)، وقال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب)، واعلم أن التوفيق من عند الله قال تعالى: (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)، واعلم أن المشقة هي طبيعة الحياة، قال تعالى: {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحًا فملاقيه}، وقال سبحانه: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، والله جل وعلا قد جعل الدنيا دار ابتلاء وامتحان (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً).

فعسر وصعوبة الحياة ليس دليلاً على أن الله ليس براضٍ عن العبد، وليس تيسير أمور الحياة دلالة على رضى الله تبارك وتعالى، قال تعالى: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمنْ * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهاننْ}.

• لا يصح أن تربط عباداتك بما يمن الله به عليك من الرزق، وكأنك تقول يجب على الله تعالى بما أني أعبده أن يعطيني وألا يحرمني.

• لا تقارن نفسك بالآخرين ممن فُتح عليهم في الرزق؛ لأنه يورث الحسرة في النفس، وقلة الشكر لله، وقلة الصبر على ما كتب الله.

• احرص على الأسباب الجالبة للرزق والفاتحة للخير، والتي منها: شكر الله على القليل والكثير، ولزوم تقوى الله، وكثرة الاستغفار، وصلة الرحم، والصدقة، وكثرة الذكر، والأعمال التي فيها نفع للغير، ودعاء الله على كل الأحوال.

• لا بأس أن تبحث عن مكانٍ آخر للرزق والعمل.

• لا بأس بالرقية الشرعية، وفيها خير كبير للعبد، وارق أنت نفسك.

أسأل الله أن يحفظك، ويصلح حالك وبالك، ويفتح لك أبواب الرزق من حيث لا تحتسب، وأن يرزقك بغير حساب، وأن يكفيك ما أهمك، وأن ينزل على قلبك السكينة والطمأنينة وراحة البال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً